التغيير خاص وفاء إسماعيل : ** لا تبكى يا امتى على شهداء اصطفاهم الله من بين عباده لينضموا الى منازل الرسل والأنبياء ( فما الموت إلا حياة عنده وما البقاء فى بئر الخيانة إلا للتعساء ) . من قتل الحاج رضوان ( عماد مغنية ) ؟ اتهم السيد حسن نصر الله الموساد الصهيوني صراحة بقتل القائد العسكري لحزب الله فهى الطرف الأول المستفيد من اغتيال عماد مغنية ومن خلفها داعمتها امريكا التى لا ترى فى كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم واغتيالات فى السر والعلن إرهابا بل ترى فيه حق مشروع فى الدفاع عن نفسها .. وترى العالم افضل بدون كل من يقاومها ويتصدى لها ويحاول انتزاع أرضه المغتصبة من بين فكيها .. ومغنية هو احد الأبطال الذين أذاقوا العدو الصهيوني فى تموز 2006م طعم الهزيمة وكان سببا فى خروج تقرير (فينو جراد )الذى اقر الهزيمة وانتصار حزب الله ببضعة الآلاف من الأبطال أمام جيش ادعى انه لا يقهر ..تلك الهزيمة دفعت اسرائيل للتعويض عنها بالتخطيط لاغتيال من كان سبب هزيمتها ربما تصورت ان باغتياله سيقر لها عين وتشفى غليلها .. ومع توارد التحليلات السياسية والعسكرية عن الهدف من ارتكاب تلك الجريمة على ارض سورية إلا ان معظم ما ورد اجمع على ان إسرائيل أرادت إيصال رسائل مبطنة الى سورية والى كافة قيادات المقاومة الفلسطينية كمحاولة لإرهابها وإرهاب كل الفصائل المقيمة على أرضها .. واهم تلك الرسائل هى ( ان اليد الصهيونية قادرة على ان تصل اليهم رغم الحرص الامنى الشديد التى تتمتع به سورية والفصائل على حد سواء) وكأن الموت اغتيالا او فى ساحة معركة يرهب من نذر نفسه لله والأوطان !!!! واقتصر الأمر على الهدف من عملية الاغتيال دون الإجابة على السؤال ( كيف استطاعت اسرائيل الوصول الى مغنية فى سورية ؟ )
** اذا كان السيد حسن نصرالله قد اتهم اسرائيل صراحة وبمنتهى الوضوح ونحن لا نشكك فى كلامه ونؤيده فى ان استشهاد البطل مغنية سيفتح أبواب الحرب المفتوحة بيننا وبين اسرائيل ولكن ألا يجدر بالسيد حسن نصرالله قبل الشروع فى فتح أبواب حربا مع العدو الخارجى ان يفتح بابا اخر خلف ظهره وراءه عدو خفى .. اسرائيل يا سيدى هى العدو المرئي نراه جميعنا بعيوننا ولكن هناك عدو آخر لهذه الأمة بلباس عربي يعمل فى الخفاء بينه وبين اسرائيل حبل سرى تمده بالمال والسلاح واحدث التقنيات لأجهزة التجسس وتغدق عليه العطايا والهبات ليعلن لها صباح مساء ولاءه التام .. عدو هو اليد الطولى التى تنفذ كل ما تخطط له اسرائيل ..ومن يتصور ان اسرائيل قادرة على تحقيق اى نجاح بدون تلك اليد الخفية فهو مخطىء .
** وسيلة اسرائيل فى الوصول للهدف هو التخفي وراء أداة رخيصة تبيع نفسها وفى زمن الخيانة والعهر كثرت الأدوات المستخدمة من قبل العدو وتوغلت وتوحشت وتفرعت كإخطبوط اعمي تمتد أياديه الى فريسته لتقتل وتمعن فيها القتل ان كان فى لبنان ، او فلسطين ، او فى العراق .. ونحن كشعوب بكل سذاجة نصب جام غضبنا على اسرائيل وامريكا دون ان نحاول فضح اليد التى تعمل لصالح العدوين والتى تنفذ لاسرائيل ما تريد وتحقق أهدافها .. نكتفى بالبكاء والنواح على شهداء يتساقطون فرادى وجماعات ونقسم ان نثأر لهم من الصهاينة والامريكان ونولى أنظارنا تجاه العدو الامامى المرئي دون ان نأخذ حذرنا من عدو خلف ظهورنا يمسك بسكينه ولا يتحرك إلا بإشارات وضوء اخضر من العدو ليغرس سكينه فى ظهورنا ونخشى التصريح همسا أو جهرا من ذكر اسم هذا ( اللهو الخفي ) الذى كتبت علينا الأقدار ان يسكن بيننا ليكون برج مراقبة للمنطقة يراقب أنفاس الشرفاء فى الأمة ويرصد تحركاتهم ويعد خطواتهم وينقل كل ذلك إلى ولي نعمه الذى يدفع له اجر ما يقوم به فتصدر إليه الأوامر بالتحرك تجاه الهدف المنشود ليسفك الدم فى شوارعنا وطرقاتنا وتتناثر أشلاء الشهداء يوما بعد يوم لنكتفي بعد كل هذا بالبكاء وترديد عبارات الشجب والإدانة والاستنكار .. وكم من شهداء سقطوا بيد الغدر ولم نعلن للعالم من هى تلك اليد الغادرة الفاجرة التى ارتكبت الجرم .. اما آن لنا ان نخرج عن صمتنا ونعلنها صرخة مدوية تكشف هؤلاء السفلة ونثأر بحق دماء الشهداء ؟ اما آن لنا ان نتخلص من عملاء ندفع نحن ثمن خيانتهم وغدرهم ؟ من يصدق ان الموساد الاسرائيلى باستطاعته ان يرسل بعناصره الى سورية ويجازف بهم فى عملية اغتيال قائد بحجم مغنية وهو الذى رصدته فى لبنان أجهزة الصهاينة واستطاع بذكائه وفطنته الهروب من محاولة اغتياله ؟ اسرائيل يمكنها التحليق فوق سورية من الجو لتقذف حمم حقدها فوق أهداف محددة لها لترهب دولة رفضت الخضوع لها ولاملاءاتها..اما البر وعلى الأرض داخل الأرض السورية فالعدو ليس بالغباء الى هذه الدرجة وهو بإمكانه إرسال من يقوم عنه بتلك المهمة .. ان اليد التى اغتالت مغنية يد عربية اسما حركتها اجهزة مخابرات عربية تتلقى الأوامر من العدو و تستخدم وسائلها القذرة إما بالتهديد والوعيد او بشراء الذمم الخربة بالمال لإجبار تلك اليد على تنفيذ رغباتها وأوامرها لصالح العدو وهى نفس الأجهزة التى تنشط فى الضفة الغربية خاصة فى جنين ونفسها الأجهزة التى اغتالت جهاد احمد جبريل فى لبنان .. أجهزة مخابرات للأسف تعمل لتهديد امن الأوطان .. أجهزة إرهاب اعمي خلقت فى منطقتنا العربية لمراقبة الكل منذ عهد الانتداب البريطاني فخدمت التاج البريطانى مقابل حفنة من الجنيهات الإسترلينية وعندما خفت نجم الإمبراطورية البريطانية انتقلت بولاءها الى الدولار الامريكى وعرفت ان اقصر الطرق للوصول لقلب امريكا هو توثيق الصلة مع الموساد الصهيوني والتنسيق معه لصالحه ضد مصالح الامة وعلى حساب دماء الشهداء .. فى القرن الماضى لم يخجل حاكم تلك الأجهزة يوما من الجهر بتعاونه مع السى اى ايه ولم يخجل من إعلانه فى لقاء مع البي بي سي انه طار شخصيا الى تل ابيب قبل حرب اكتوبر تشرين 1973م والتقى بغولدا مائير وحذرها من الهجوم المصري السوري .. وهو الذى عرف لدى المخابرات الأمريكية بولائه لها وعمل لديها جاسوسا لمدة عشرين عاما مقابل مليون دولار امريكى قيمة أجره الشهري منذ عام 1957م وحتى عام 1977 م عندما أمر كارتر بوقف إعطاء هذا المبلغ له باعتباره أمرا معيبا لأجهزة المخابرات الأمريكية ان تجند حاكما وتدفع له هذا المبلغ وأسر بهذا الخبر لرئيس تحرير صحيفة الواشنطن بوست ( توم برادلي) الذى نشر الخبر فى الصحيفة وفى مذكراته .. وبعد وفاة الأب الجاسوس جاء ابنه من بعده ليحل محله . وكما كان والده سببا فى النكبات التى حلت بالأمة خلال فترة عمله جاسوسا على أمته جاء ابنه وأجهزة مخابراته ليكمل الدور فى إحداث مزيد من النكبات ظنا منه ان ما يفعله هو التزاما بما وقعه والده مع العدو من تعهد بحماية أمنه واحتراما للتعهدات الدولية ومسايرة لعمليات السلام التى يخدعنا ويخدعهم بها العدو. فأي نكبة لحقت بالأمة أكثر من نكبتنا فى حكام لم ترع الله يوما استرخصوا دماء الشعوب واستباحوا كل ما هو محرم لصالح أعداءها ؟ اسرائيل لم تكتف بتجنيد ضعاف النفوس من الشعوب بل جندت حكاما وملوكا وأجهزة مخابراتهم بأكملها لخدمة خططها والتى تعمل بالتنسيق معها ليل نهار .. فأنتشرت التفجيرات هنا وهناك حتى وصلت الى باكستان وطالت أياديهم البطشة الأبرياء فى كل مكان . فكيف بالله عليكم لامة أرادت الحياة بعزة وكرامة تأوي بينها جوقة من الخونة ثم تنشد النصر على الأعداء وتحرير الأرض ؟ نحن امة بحاجة الى تطهير وغسل أيادينا من سمومهم وشرورهم اولا .. فأعداء الداخل اشر واخطر من أعداء الخارج وهم مصدر تهديد لاى انتصار للمقاومة على العدو وهدم لكل انجاز تصنعه ايادى الشرفاء . وفى زمن الخيانة والعهر السياسي وجب على كل حر ان يشير بأصابع الاتهام الى العدو الحقيقي للأمة .. وان نطلب من حزب الله ألا يخفى الحقيقة او يتستر على الجاني اى ان كان موقعه او مركزه ان كان بالفعل حريص على دم الشهيد مغنية .. ونطالب سورية الا يكون مصير نتائج التحقيق مجرد ملفات سرية فى خزائن حديدية فولاذية تحفظ فيها الأسرار وتتوارى عن عيون الناس لاعتبارات سياسية بحجة الحفاظ على وحدة الصف العربي هذا الصف الممزق أصلا من قبل رموز الخيانة فى أوطاننا وما استمرار تمزقنا وتشرذمنا إلا بسبب سكوتنا على تلك الجرائم .. فمن حق الشعوب ان تعرف من هو قاتلها وسافك دماءها ربما يكون دم الشهيد مغنية ودم الآلاف الشهداء بمثابة القشة التى تقضم ظهور الخونة . لن نسامحك يا سورية ان لم تعلنى على الملأ من هم قتلة عماد مغنية وغيره مئات بل الآلاف الشهداء والضحايا والجهة التى تقف وراء هؤلاء القتلة ولن نسامح السيد حسن نصر الله ان كان يعرف القاتل ويصمت أمامه .
**سورية الدولة العربية الوحيدة التى تقف فى وجه العدو تحتضن معظم قيادات المقاومة الفلسطينية كانت ( باغتيال مغنية ) مستهدفة لإظهارها كدولة عاجزة عن حماية هؤلاء القادة ومحاولة لزرع بذور الشقاق بينها وبين حزب الله وهذا الهدف الأخير عجزت الأموال السعودية عن تحقيقه فى لبنان عندما ناصرت طرف (سعد الحريري ) على حساب الأخر (حزب الله ) وخصص أميرها المدلل لدى امريكا ( بندربن سلطان ) الأموال لإثارة الفتنة بين الطوائف اللبنانية كما كان لهم دور فى إثارتها فى العراق بالتنسيق مع امريكا ..وساءت العلاقة مؤخرا بين دمشق والرياض بسبب ثبات سوريا على موقفها الداعم لحزب الله امام موقف السعودية الداعم لأمريكا لهذا لا يمكن لاى باحث فى شؤون الشرق الأوسط استبعاد تورط السعودية الى جانب الأردن فى عملية اغتيال مغنية الأولى بالأموال والثانية بالتنفيذ وكلاهما قام بالتنسيق مع امريكا .. فهل رأيتم فى العالم كله نكبة تشبه نكبة امتنا العربية فى حكامها ؟!!!!! ابكتنى كلمات الشاعر أبو شهاب كعوش التى قال فيها ردا على خطاب نصر الله :
السيِّدُ صاحَ بلا وجلٍ:* أهلاً بالحرب المفتوحة بخطابٍ هَزَّ ضمائرنا وأثارَ مشاعِرَ مجروحه فالغادرُ قتَّلَ نُخبتنا, والرَدُّ دموعُّ مسفوحه لم تثأر بعدُ قيادتنا, من أجلِ هباتٍ ممنوحه يرميها الغربُ لنا طمعاً, بقبولِ شروطٍ مطروحه في غَزَّةِ هاشمَ مسغبة ُّ, ورؤوس الكفرِ ببحبوحه وعراقُ الأمَةِ في نَصَبٍ, رهنَ الأطماعِ المفضوحه يا سيِّدُ: أصلُ مصائبنا, حُكَّامَ العُرْبِ "المبطوحه" لا تأمن قطُّ لموقفهم, فالموقفُ مثلَ الأرجوحه يتمايلُ حسبَ مصالحهم, فوقَ الأشلاءِ المذبوحة!