أكد مصدر بتحالف دعم الشرعية في اليمن إحباطه محاولةً وصَفَها ب«الإرهابية»، لاستهداف الملاحة البحرية والتجارة العالمية بالبحر الأحمر، تمثلت في تدمير «التحالف» 3 زوارق سريعة مفخخة مسيَّرة عن بعد هاجمت 3 سفن تجاريه ترافقها سفينتان من سفن قوات «التحالف»، مقابل ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين أمس. وجدد التحالف تأكيده على استمرار حماية السفن التجارية والتجارة العالمية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب من الميليشيات الحوثية. في غضون ذلك، سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني المسنود من قوات تحالف دعم الشرعية التي تقودها السعودية، فجر أمس (الأربعاء)، على المجمع الحكومي في منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر غرب محافظة صعدة معقل الانقلابيين، وقالت مصادر إن المركز سيطر عليه الحوثيون لسنوات كثيرة قبل أن يُحرَّر أمس، ضمن العمليات العسكرية الواسعة التي شهدت تراجعاً للميليشيات في مختلف جبهات صعدة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر قبلية في المناطق المحيطة بصنعاء، أن خطة عسكرية يجري وضعها بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني للتقدم بشكل مباشر إلى العاصمة اليمنية، بالتزامن مع وصول إمدادات عسكرية إلى جبهة نهم، في حين اتفقت قبائل نهم، وإقليم تهامة، وصعدة على تنفيذ أعمال عسكرية في وقت واحد لخلخلة دفاعات الميليشيات تمهيداً لتقدم الجيش الوطني. ويجري مشايخ ما يعرف ب«طوق صنعاء» اتصالات مباشرة مع قيادات عسكرية وحزبية من الانقلابيين الذين يعتزمون الخروج من العاصمة اليمنية للحاق بصفوف الجيش اليمني، وذلك بعد نجاح المقاومة والجيش في إخراج 10 قيادات بارزة موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى المناطق المحررة. وقال محمد الشليف أحد مشايخ قبيلة نهم ل«الشرق الأوسط»، إن الوضع الدموي التي تعيشه العاصمة صنعاء من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، الذي أوجد حالة من الرفض لهذه الجماعة التي تقوم بالقمع والقتل، سيفرز ثورة من الداخل واحتجاجات كبيرة على الأعمال كافة التي تقوم بها الميليشيات. ولفت إلى أن الفرصة أصبحت مواتية في هذه المرحلة لتقدم الجيش نحو صنعاء التي تعيش أوضاعاً مأسوية يعاني منها المواطنون، كذلك الخلاف الحاد القائم بين جناحي الميليشيات «العسكري والسياسي»، الذي نتج عنه عزل كثير من القيادات الموالية للرئيس علي صالح، وهما عاملان كافيان على المستوى الداخلي لإرباك الميليشيات مع التقدم الملحوظ على تخوم صنعاء. وأضاف الشليف أن الوضع الداخلي دفع الجيش والمقاومة لوضع بعض المقترحات لخطة عسكرية سيجري تنفيذها للتقدم نحو العاصمة صنعاء، وهذه الخطة المزمع وضعها يصعب الإفصاح عن ملامحها قبل أن يجري اعتمادها ويتخذ فيها القرار السياسي، إضافة إلى توفر الدعم النوعي بالأسلحة والدعم اللوجيستي للمقاتلين في جبهة نهم، والقوة البشرية الموجودة في الميدان. وأوضح أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى جبهة نهم ستسهم بشكل كبير في دعم الوحدات العسكرية الموجودة في الجبهة، وستعجل بعملية التقدم السريع، رغم زرع الميليشيات الحوثية الألغام بشكل عشوائي في الطرق كافة المؤدية إلى صنعاء، إلا أن الجيش والمقاومة الشعبية تمتلك القدرة على تخطي هذه المعضلة. وعن قيادات الانقلابيين الذين تواصلوا مع المقاومة، قال الشليف إن «قيادات تواصلت مع المقاومة الشعبية وترغب بالانضمام مع قوات الشرعية، في ظل ما تعيشه صنعاء من خلافات كبيرة وعميقة تعصف بالانقلابيين والموالين لهم، موضحاً أن المقاومة ترغب من هذه القيادات في الإسهام بشكل إيجابي في خدمة تحركات الجيش، وألا يكون خروجهم من العاصمة صنعاء سلبياً، وإخراجهم لا بد أن يشكل إضافة للجيش والمقاومة في التقدم وتحرير ما تبقى من المناطق اليمنية»، لافتاً إلى أن المقاومة نجحت بالتنسيق مع الجيش في إخراج قرابة 10 من القيادات البارزة من صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية، وهذه القيادات يعول عليها بعد انضمامها للشرعية في لعب دور في دعم الجيش. وتحدث عن التعاون والتنسيق بين قبائل نهم، وإقليم تهامة، وصعدة الذي سيكون له مردود إيجابي كبير من خلال تنسيق وتوحيد الأهداف، وذلك بتنفيذ أعمال عسكرية متوازنة ومتنوعة في وقت واحد في جبهات نهم والحديدة وصعدة لخلخلة الميليشيات وفتح الطريق أمام الجيش للتقدم بشكل سريع نحو مراكز المدن التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية. وبالعودة إلى سير المعارك الميدانية، أحرزت قوات الجيش الوطني تقدماً جديداً في مديرية برط العنان بمحافظة الجوف، حيث سيطرت على مواقع جديدة استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية. وفي معارك صعدة، أكد مصدر عسكري نقل عنه موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر نت»، أن «قوات الجيش الوطني تمكنت من اقتحام المجمع الحكومي إثر اشتباكات عنيفة خاضها الجيش مع عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية»، وأن المعارك «أسفرت عن تكبيد الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما لاذت بقية عناصرها بالفرار مخلِّفةً وراءها جرحى وجثث عناصرها وعتادها القتالي، علاوة على تدمير ثلاثة أطقم قتالية بمن كان على متنها». وأوضح أن «مقاتلات التحالف العربي ساندت قوات الجيش في المعارك وقصفت مواقع الميليشيات الانقلابية». وفي إطار عملياتها العسكرية، أيضاً، والتقدم نحو مركز مديرية برط العنان بالجوف (شمالاً) حررت قوات الجيش الوطني مواقع جديدة في المديرية، وأكد قائد لواء حسم ورئيس عمليات حرس الحدود في الجيش الوطني العميد هادي الجعيدي، أن «الجيش الوطني حرروا سلسلة جبال الامهور، وجبلي الاستراتيجي، وتمكنوا من قطع خط إمداد الميليشيات الواصل بين منطقة رحوب ووادي سلبة والقعيف وبات تحت السيطرة النارية للجيش الوطني». وقال إن «المعارك لا تزال مستمرة باتجاه مركز مديرية برط العنان، بهدف استكمال تحرير ما تبقى من المديرية»، وإن «ما لا يقل عن 15 عنصراً من الميليشيات الانقلابية بينهم قيادات ميدانية لقوا مصرعهم خلال المعارك التي شهدتها المنطقة». وذكر أن «مقاتلات التحالف استهدفت مواقع وآليات الميليشيات، أسفرت عن خسائر فادحة في العتاد حيث تم تدمير عشر آليات عسكرية ومركز صحي ميداني تابعين للميليشيا، مما أجبر من تبقى من عناصرها على الفرار». كما تصدت قوات الجيش الوطني محاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعهم في وادي قويحش بجبهة الساقية جنوب المصلوب. في موضوع آخر، فجَّرَت ميليشيات الحوثي الانقلابية خزانات تجميع المياه الوحيد في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، غرب اليمن. وقال الناشط الحقوقي وديع عطا إن «معاناة أهالي حيس تتضاعف بعد قيام الحوثيين صباح الثلاثاء بتفجير الخزانات التجميعية الوسطية لمشروع المياه الوحيد». وذكر عطا، نقلاً عن مصدر مسؤول في إدارة مشروع المياه، أن «الحوثيين نسفوا الخزانات الواقعة في قرية بني زهير غرب مدينة حيس وقد أسفر التفجير عن دمار كلي شمل حتى البُمبات والمعدات التابعة، فضلاً عن تدميرهم لخزان آخر برجي كان مخصصاً لتغذية عدد من القرى الريفية الواقعة بين حيس والخوخة»، لافتاً إلى أن «60 في المائة نزحوا و90 في المائة من الموجودين عاجزون كليّاً عن توفير قيمة وايت الماء أو تأمين متطلبات الحياة الضرورية اليومية». في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر بجهود السلطة المحلية في محافظة تعز وسعيه الحثيث في توحيد صفوف أبناء المحافظة وتوفير الخدمات للمواطنين. وشدد، خلال اتصاله مساء الثلاثاء بمحافظ المحافظة الدكتور أمين أحمد محمود، للاطلاع على جهود تطيع الأوضاع في المناطق المحررة وتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة، على «ضرورة النأي بالخلافات الجانبية وتوحيد الجهود للتركيز على معركة اليمن الكبرى المتمثلة في إنهاء مشروع إيران في المنطقة، وتحرير ما تبقى من المناطق التي ما تزال تقع تحت قبضة الميليشيا الإرهابية». ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن بن دغر، تأكيده أن «الوضع الإنساني الحرج في محافظة تعز جراء الانقلاب الدموي لميليشيا الحوثي يتطلب اليوم رص الصفوف وتوحيد الجهود خلف القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس هادي، والعمل على تخفيف معاناة المواطنين وكل ما يهدد أمنهم واستقرارهم».