- ما يجري تداوله من مصطلحات وتوصيفات على المستوى السياسي بين الأطراف المتنازعة في البلاد بالكلام والإعلام بأنواعه المختلفة والقتال الدامي هنا وهناك وتتعدد التوصيفات والأوصاف " التكفيريون – الإرهابيون – الإماميون – الروافض – الأثني عشرية – عملاء إيران – عملاء السعودية .... الخ " - وأخيراً أمطرتنا وسائل الإعلام الغربية والبريطانية بالأخص بتوصيفات وتسميات جديدة للخصوم المتنازعين بالكلام والمتحاربين بالرصاص ومختلف أنواع السلاح في أكثر من منطقة في اليمن من صعدة الى عمران وحرف سفيان وارحب شمال وشرق العاصمة صنعاء حتى ضوران آنس في ذمار والرضمة في إب ومن أبشع وأوسخ وأقذر تلك الأوصاف والتوصيفات القتال بين " قبائل شيعية وسنية" في شمال العاصمة صنعاء والتي رددتها "بي بي سي ورويترز" البريطانيتان ولفت لفهما باقي قنوات ووكالات أنباء الغرب. - إن ورشة تخصيب المشاعر المذهبية والطائفية ناشطة في البلاد وتنذر بتزويد المفاعلات المذهبية الطائفية بكميات تتجاوز الحاجة المحلية وتصلح للتصدير بتعبير الكاتب اللبناني غسان شربل حول الحالة اللبنانية. - وما كان يصلح للبنان وخاصاً به فقط أصبحنا نراه ونقرأ عنه في أكثر من دولة عربية في المنطقة، ففي العراق يتطاير العراقيون أشلاء وتدمر بلادهم بأيديهم وأمام أعين العرب والعالم، وفي البحرين تهدأ الأوضاع لتنفجر ثانية وفي الكويت بين فترة وأخرى نقرأ عن حظر التجمعات، أما في لبنان فإن تخصيب المشاعر المذهبية والطائفية في أوجه. - إن الجميع في المنطقة العربية وشمالها حتى القوقاز وما بعدها وحتى تخوم روسيا من جهة الشرق " أوكرانيا" يتم تخصيب المشاعر المذهبية والطائفية وتحويلها إلى مفاعلات مذهبية طائفية قابلة لإنتاج قنابل مذهبية وطائفية واستخدامها في أي وقت وضد أي دولة في المنطقة - انتبهوا إيها اليمنيون إنكم تساقون لصراعات وحروب مذهبية طائفية قذرة فلن تفيقوا من سكرتها إلا وأنتم أشلاء تتطايرون في أرضكم المباركة " بلدة طيبة ورب غفور " إني أشعر بالخوف الشديد من نتائج ما جرى في صعدة من تهجير بدأ بيهود آل سالم وتبعه تهجير السلفيين من دماج وتبعه معارك طاحنة بمختلف أنواع الأسلحة في عمران ومحطيها وانتشار نار فتنة مذهبية وطائفية إلى مناطق أخرى مثل ذماروإب وتعز. - نحن يمنيون مسلمون وكفى هذا ما يجب أن يكون توصيفاً ووصفاً من الناحية الوطنية والدينية وبدلاً من ترويج التوصيف واطلاق الوصف القذر على بعضنا البعض مثل" تكفيري – وهابي – شافعي - سني – زيدي – اثنى عشري جعفري – رافضي – شيعي -عميل قم والنجف - عميل نجد والحجاز " كلها توصيفات تبني في بلادنا المتسامح بشعبه على مر الزمان مفاعلاً مذهبياً طائفياً نشطاً . - فإذا كان ولابد للانقسام فلماذا لا ننقسم فكريا وسياسياً نتصارع ونختلف ونتحدث عن توصيفات وأوصاف فكرية وسياسية فهذا أنفع وأجدى للمجتمعات، فعندما ننقسم فكرياً وسياسياً سنتصارع بالأفكار والسياسة حول منهاج الحياة حول مفردات حياتنا حول مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وسينضم إليها يمنيون من مختلف بقاع اليمن، يمنيون يختلفون في لهجاتهم وطرق عبادتهم وتعبدهم ومورثاتهم الشعبية وملابسهم وحتى أكلاتهم وسيصبح الصراع حول كيف نعيش وكيف نحكم- بفتح النون – أو نحكم – بضم النون - لا كيف نعبد الله وكيف نصلي وكيف نمارس عبادتنا لله. "فكلنا من آدم وآدم من تراب". - نحن يمنيون مسلمون وكفى لم يعلمنا ما يجري في العراق كتجربة ومفاعل حديث لتخصيب المذهبية والطائفية أضيف للمعمل لبنان القديم وها نحن نساق إلى إنشاء وتصنيع معمل تخصيب مشاعر المذهبية والطائفية في اليمن ويلقننا إعلام الغرب وبالأخص البريطاني ما يريده الغرب لنا حفاظاً على مصالحه ومزيداً من نهبنا على قاعدة قديمة جديدة " فرق تسد" بتفخيخنا مذهبياً وطائفياً. - نريدهم أن يفخخونا سياسياً لتدمير موروثاتنا من الاستبداد والطغيان وانتهاك حقوق الإنسان ، نريدهم يفخخونا إنسانياً لنتعايش كمذاهب واختلافات اجتماعياً ولهجات مثلما فخخوا أنفسهم وتعايشوا وهم المختلفين ادياناً وأعراقاً. - هم فخخوا أنفسهم وانقسموا فكرياً وسياسياً وخصبوا مفاعلات تنتج سياسة وحزبية ومشاريع حياة مختلفة يتصارعون حولها بصناديق الاقتراح فيحمل رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم " أميركا" حقيبته مع زوجته وأولاده ويرحل من مقر الحكم " البيت الأبيض بمجرد هزيمته في الانتخابات أو انتهاء فترة رئاسته دورتين ولا يهم يحكم أميركا أو بريطانيا أو فرنسا أبيض أو أسود بروستانت او كاثوليك يهودي أو ملحد. - مرة أخرى انتبهوا إنكم تساقون لحرب مذهبية طائفية فلا تنكرون ولا تضعوا رؤوسكم في الرمال كالنعامة وتصفون ما يجري بغير ذلك كمن يقول إنها حرب سياسية واختلاف أفكار وطرائق حكم ابداً والله أنها حرب قذرة نساق إليها بمزيد من تخصيب المشاعر المذهبية والطائفية. - وحدتنا الوطنية يا سادة يا كرام تتصدع في أكثر من مكان والمؤسسات الحامية والضامنة والراعية فكرة لا تزال غريبة وغائبة ، لا ضمانات فعلية في مواجهة رياح التطرف والقهر والرغبة في شطب الآخر. - وأخيراً: دعوة أوجهها لعقلاء هذا الوطن أن يتحركوا سريعاً إذ لا قدرة للعرب واليمنيين أصلهم على تحمل استمرار عمليات تخصيب المذهبية والطائفية لإنتاج مفاعل مذهبي طائفي جديد فيكفينا مفاعل لبنان القديم ومفاعل بغداد الجديد فتزايد المفاعلات المذهبية الطائفية الناشطة تنذر بسلسلة من النكبات في المنطقة كلها. اللهم إني بلغت اللهم فأشهد. "الثورة"