حكومتنا التي تفننت في إيجاد الذرائع لتصرفاتها أبدعت مؤخراً وقامت بتنفيذ الجرعة المنتظرة ولكن بطريقة عجيبة وغريبة حيث انها رفعت الدعم عن المشتقات النفطية على الشركات والمصانع وكبار المستهلكين وأبقت الدعم كما هو على البيع للمواطن . لكن الحكومة لم تدرك أنها ستتسبب في كارثة حقيقية فهذا الموضوع سينعش السوق السوداء لأن أصحاب المحطات سيقومون ببيع حصصهم للمصانع والشركات ولو بزيادة بسيطة على سعر اللتر وسيحرمون المواطن من حصتهم وستبقى مشكلة انعدام المشتقات كما هي بينما الأسعار سترتفع بحجة ارتفاع قيمة الديزل والبترول للمصانع والشركات وبهذا تكون الحكومة أسهمت في خلق أزمة جديدة بدلاً من إيجاد حل نهائي وجذري للمشكلة . لقد سمعنا الكلام الكثير خلال تنفيذ برامج الإصلاحات المالية والإدارية التي نفذتها الحكومات السابقة وأبدعت بعض الأحزاب في انتقاد تلك البرامج ووصفتها بأنها تأتي وفق أجندات من البنك الدولي وصندوق النقد وأمريكا وقالوا أن تلك الحكومات تتبع خطوات الشيطان وأنها تعمل على تجويع الشعب وتنهب ثرواته وأمواله بل ان بعضهم ممن هو الآن في كرسي الوزارة لم يترك قناة فضائية ولا صحيفة ولا منبر خطابي في مجلس النواب وغيره إلا واستغلها لبيان أخطاء تلك الحكومات ونقدها وظهر أمام الشعب أنه يمكن أن يكون المنقذ لكننا الآن نراهم يستميتون في الدفاع عن تنفيذ هذه الجرعة وبيان فوائدها على الشعب وكيف انها هي المخرج الوحيد من الآزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها متناسين ماكانوا يقولونه عن مصائب هذه الجرع فهي حرام آنذاك حلال الآن وربما ان هذه الجرعة يتم تنفيذها على الطريقة الإسلامية وبالتالي فلا يجب على أحد الاعتراض عليها لأنها ستكون وفق فتوى شرعية على غرار فتوى أحرجتمونا التي أبقت الناس في الساحات وفي نهاية الأمر اكتشفوا انهم كانوا مخدوعين حيث انهم أسهموا في إيصال مجموعة من الناس إلى الكراسي الذين بدورهم تنكروا لكل من خرج إلى الساحات وجرعوهم المرارات وليس أخرها هذه الجرعة فما سيأتي سيكون أعظم والأيام بيننا. من وجهة نظري أن الحكومة يجب ان تكون شجاعة وقوية كما قال رئيسها في مجلس النواب أنه قوي ونحن نقول له إذا كنت فعلاً قوي فلتواجه الناس بالحقيقة هل فعلاً هذه الجرعة ضرورية ام انها ليست ضرورية فإذا كانت كذلك فلتقولوا للشعب وتعملوا معالجات للحد من آثارها من خلال استغلال قيمة الدعم الذي كان يذهب للمشتقات النفطية في رفع رواتب الموظفين وتنفيذ مشاريع كثيفة العمالة لتشغيل أكبر عدد من المواطنين والشباب وامتصاص البطالة ورفع مرتبات الضمان الاجتماعي وغيرها من المعالجات أما إذا كانت الجرعة غير ضرورية فلتتراجع الحكومة عن تنفيذها وتقول للشعب اربطوا الأحزمة وتحملوا بشرط أن تكون الحكومة وأعضائها أول من يربط الحزام ويبيعوا كل الفلل والعمارات التي اشتروها من أموال الشعب ويمتنعوا عن السفريات التي ترهق الموازنة ويتبرعوا بها لدعم الاقتصاد والتنمية في البلد حتى يصدقهم الناس ويثقوا فيهم ويعرفوا ان لديهم حكومة تهتم بمصالح البلاد والعباد وليس حكومة تسعى وراء مصالح أعضائها وأحزابهم. وأخيراً هل يمكن ان يكون لفخامة الرئيس الذي نثق به كثيراً ونأمل فيه خيراً أن ينقذ الشعب من هذه الحكومة ويعمل مع كل الخيرين في هذا الوطن على تشكيل حكومة قوية من الخبراء والأقوياء من كل الأطراف لتقوم هذه الحكومة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومساعدة الرئيس في إخراج اليمن إلى بر الآمان وأنا في اعتقادي أن الرئيس هادي سيفعلها لأن الشعب وضع كل ثقته فيه. صحيفة الشارع