نجحت حكومة الوفاق الوطني في إيصال الشعب إلى قناعة بأن تقوم برفع الدعم عن المشتقات النفطية جراء مايعانيه خلال هذه الأيام من انعدام البترول والديزل والغاز وهذه من الأشياء القليلة والمرات النادرة التي تحقق فيها الحكومة نجاح منقطع النظير رغم انها اخفقت في كل شيء إلا في زرع الأزمات والفتن وتجذير الفساد. لقد وصل المواطن إلى قناعة تامة بأن رفع الدعم عن المشتقات النفطية أفضل من الحالة التي يعيشها الان فقد جعلته الحكومة يكره اليوم الذي اخترعت فيه السيارات التي تعمل بالبترول والديزل والغاز ويتمنى لو ان هناك سيارات تسير بالهواء أو أنه يعيش في بلاد واق الواق التي لا توجد بها سيارات بل يعتمد الناس في التنقل على البغال والحمير وهذه القناعة لدى الجميع تؤكد ان حكومتنا تريد ان تجعل من المواطن اليمني على رأس قائمة كشف الفقر والبطالة في العالم لأنه لا يعجبها أن ترى الناس يعيشون في امن وأمان ورخاء ويتمتعون بخيرات بلدهم وثرواته . اعتقد أن هذه الحكومة وأعضائها لا يمتلكون ذرة من الإحساس أو الشعور بالمسئولية وهم يرون مواطني بلدهم يتعذبون بحثاً عن لقمة العيش في بلدهم وفي بلدان الجيران ويتعرضون للإهانات ولم تستطع توفير أبسط الخدمات لهم ومما لاشك فيه ان الاحصائيات الدولية سواء من الأممالمتحدة أو المنظمات الدولية تصل إليهم ويطلعون عليها ويعرفون أين موقع اليمن في هذه الإحصائيات لكنهم يعملون أنفسهم وكأنهم لا يعرفون شيئاً كما يصمون أذانهم ويربطون عيونهم عن تلك الطوابير الطويلة التي تقف يومياً أمام محطات البترول علهم يحصلون على دبة بترول دون أن يجدوها وطالماً والبترول يصل إلى المسئولين دون عناء فإنهم لن يلتفتوا إلى معاناة الناس بل ان بعضهم يتلذذ بهذه المعاناة ويستمتع بمشاهدة هذه المآسي بينما يمشي هو بسياراته المليئة بالبترول ولسان حاله يقول " أشربوا من ماء البحر مامعاكم إلا الحاصل ". هل تنعرف هذه الحكومة التي يتمتع أعضاءها بحصانة المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي أن الشعب مل منهم ومن وعودهم فكل يوم تصدر البيانات بان شركة النفط ضخت كميات من البترول إلى أمانة العاصمة ومازالت الأزمة لم تحل والناس ينامون في المحطات في انتظار دورهم للحصول على دبة بترول او ديزل لكنهم لا يجدونه وبحسب بعض مصادرهم الحكومية انه يذهب للسوق السوداء فبالله عليكم هل يعقل هذا ؟ ومن المسئول عن إنشاء هذه السوق أليست الحكومة بما قامت به من إجراءات برفع الدعم عن المشتقات على المصانع والشركات الكبيرة التي تحولت لشرائه من السوق السوداء والحكومة وأجهزتها المختلفة تتفرج وكأن الأمر لا يعنيها . لقد شبعنا بترول وديزل وغاز وكهرباء وأصبحنا متعودين على العيش بدونها ويكفي انكم انتم وحدكم تتمتعون بها فحصصكم من البترول تصلكم دون عناء والكهرباء في بيوتكم لا تنقطع فكيف ستشعرون بمعاناة الشعب المحروم وانتم لديكم كل شيء أما لسان حال الشعب فإنه يقول " حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ياحكومة " . اليمن اليوم