كان رئيس وزراء ألمانيا الاتحادية يتجول في شوارع العاصمة برلين لمعاينة الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، وفي أحد الشوارع شاهد طابورا طويلا من البشر واقفين بخط مستقيم لشراء الخبز، وحينها قال الآن أطمئن قلبي أن الشعب العظيم قادر على إعادة بناء ألمانيا. وبالمقابل كان رئيس وزراء اليمن يعاين طوابير البنزين في العاصمة اليمنيةصنعاء. أمر بإيقاف موكبه في نهاية طابور شركة النفط، أطول طابور في صنعاء. نزل من على سيارته وصديقه الذي يلازمه طوال الوقت، والمرافقين وطاقم التلفزيون. ذرع الطابور بعينه غير أنها لم تصل إلا إلى ربعه. أمر بنصب منصة ترتفع عشرة أمتار وإحضار ناظور. تم النصب، وإحضار الطابور خلال دقائق، وقته محسوب بالثانية. صعد إلى المنصة..وقف عليها وإلى جانبه صديقه، ويحيط بهم المرافقون. نظر من خلال الناظور، لحظات ثم سقط الناظور من يده، وهو يقول: - سبحان الله..تويييييييييل وأعوج..ثم ضج بالبكاء. قال صديقه: - يا عيني على قلبك المرهف. - بل من الفرح يا صديقي. - الفرح؟! - الآن أطمئن قلبي أني باحكم وأفتهن وأنغنغ وأريش مثل من سبقوني. قال صديقه: - دولتكم كنت من ضمن من سبقوك. أطرق لحظات، ثم قال: - ذكرتني، أيام ما كنت أستاذه وكنت أنا يا صديقي تلميذه..وما دريت إلا وقدوه....؟! رد صديقه ( دهشا ) - لغز هو، دولتك أستاذه دولتك تلميذه، وما دريت..؟ - مش وقتك..ثم ضج بالضحك. صرخ صديقه في طاقم التلفزيون المرافق: - صوروا وأعلنوا للعالم الضحكة التاريخية، بل الضحكة الأولى لدولته..ثم همس بأذنه: - تمام. - تمام..وسعييييييييييييييييييد. - وسعيد؟! - أشعر بأني طويل. - وعريض..وقوي. - أذن أسمعوا..وعوا. رد الحاضرون بصوت واحد: - كلنا آذان صاغية. صرخ بأعلى صوته: - لا بأس للعرطه من جرعة..واستطرد بصوت منخفض: - يكفيه جعجعة وبهذلة في الطوابير. قال صديقه: - كانت فلماذا نزلتها؟ - كنت نسيت..نسيت يا صديقي أنه الشعب العرطة..وزياده شويه، لماذا يا صديقي؟ - لماذا؟ - حتى أثبت لهم أنهم، هم ، هم العرطة. ران الصمت، ثم قال: - أحملوني..أحملوني. حملوه..عاد ومسح الطابور بالمنظار..أطلق زفرة الراحة، ثم قال: - سلام الله على العررررررررررررررررطة.