إن من أكثر المخاوف التي ترهب المواطن اليمني المتصدر لقائمة الموت البطيئ هي ارتفاع أسعار المعيشة البسيطة بحدودها الدنيا،والناجم عن غلاء المشتقات النفطية نتيجة جرعة رفع ميزانية المالية،أو بالأحرى تنمية الأرصدة والحسابات البنكية للساسة والتجار ،وغيرهم من المستفيدين من هذه الجرعة السامة التي ستنهك جسم الشعب النحيل والمنهك مسبقا،فبدلاً من رفع دخل المواطن أقرت عليه جرعة قاتلة ،بنكهة نفطية،ومباركة حكومية،ومعايدة خارجية،مغلفة بأغلفة الحلوى العيدية. كانت الأغلبية العظمى من الشعب تفكر براتب أضافي كهدية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ولكن بدئ لهم ما لم يسرهم ،وعلى ما يبدو بأن الموظف سينفق راتبه كله في لتر من البنزين،وميلي لترمن ديزل،ناهيك عن أسعار المواد الغذائية التي ستعلن غلاء ثمنها بغلاء المشتقات النفطية والتي ستستنزف جيب المواطن وترفع رصيد التاجر المتلهف لمثل هكذا جرعة. نعم أيها المواطن المغلوب على أمرك هذه هي نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار التي كنت تتطلع إليها بشوق ولهفة،قمت بثورة لإسقاط النظام الكهنوتي وقدمت الغالي والرخيص،وزففت الشهداء لنجاح ثورتك ،وها أنت اليوم تتلقى ثمار كل قطرة دم سالت في سبيل التحرر والتغيير ،وهذه هي تجليات الحقد الذي يملى قلوب من اصطففتم ضدهم أبان الثورة،فمن لم يمت منكم بالسلاح المضاد لثورة 2011 أو برصاص الميليشيات والعصابات فائقة الانتشار في أواسط المجتمع ،حتماً سيموت ببطئ من الجرعة المفروضة حالياً. شكراً لكي حكومتنا طرحتي لنا أساليب وخيارات عديدة للفناء الذي ستختاريه لنا، فلقد كنا محتارين في طريقة إنهاء معاناتنا لأنه قد حكم علينا بالمصير المأساوي منذ الولادة ،أيها الحكومة المقيته لا المؤقته أذا أردتي أن تتخلصي منا نحن الشعب البائس منك ومن تصرفاتك،فسنفكر بطريقة قتلنا لكن لا تقتلينا بهذه الجرعة المستنزفة للقمة عيشنا