أثبتت المواقف والأزمات التي تمر بها اليمن أن إرادة الشعب لاتقبل المزايدة ولا الشعارات الزائفة ولا المشاريع حساب الوطن ، أتضح اليوم للقيادة السياسية والقوى أن شعب اليمن يمتلك من القدرات والذكاء ما جعله يتصف بشعب الحكمة اليمانية ولذلك فهو يتابع منذ ثورة 11 فبراير الشبابية عام 2011 ومجريات التسوية السياسية وإبهار العالم في نجاح مؤتمر الحوار الوطني وثيقته التاريخية التي وقعت عليها كل القوي المتحاورة التي تمثل الشعب بكل فئاته وقواه السياسية والمدنية بما فيهم الشباب والمرأة اليمنية ، وعندما يتحقق أي إنجاز في بناء الدولة وصياغة الدستور ، وبناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية الوطنية تقف عدة عقبات ومؤامرات ضد تحقيق تطلعات الشعب استخدمت فيها كل أنواع وأساليب عصابات التخريب للنفط والكهرباء والتهجير للمواطنين وإشعال الحروب بين أبناء البلد الواحد ، ناهيك عن القتل الممنهج للعسكريين والمدنيين في شمال وجنوب اليمن ومع تسارع وتيرة المعرقلين للتسوية السياسية إلا أن القيادة الحاكمة ارتضت النفس الطويل والصبر في مواجهة العنف والمؤامرات من خلال تكليف اللجان الرئاسية المتكررة لتحكيم صوت العقل والتعايش والقبول بالأخر فاليمن للجميع ولن يقبل الشعب اليمني لاى طرف فرض القوة في وجهه الدولة مهما كلف الثمن ، فثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وأخيرا فبراير2011 كانت إرادة شعب أراد الحياة فلا مكان للعبودية والذل والهوان فشهداء الشعب في ثوراته كلها كانت براكين تجتث الظلم والفساد والاستبداد ، واليوم وقد بين لكل القوي الوطنية حجم المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد اليمن في محافظاتاليمن شماله وجنوبه معلنة تحالفها المستمر لقتل الوطن والمواطن ، ولذلك كان للقاء الوطني دورا في السعي لإيقاف التهور الغير محسوب من زعيم الحوثين وسعيه لمحاصرة صنعاء ليس حبا للشعب وإسقاط الجرعة ، فقد كان الإمام يحي في عهدة يجوع الشعب بإرادته ويقول من مات من جوع فهو شهيد ولقد كانت الإمامة أكبر خطرا على اليمن لا أقصد بها الزبدية فهي من أفضل أنظمة الحكم المتعايشة منذ مئات السنين ، وإنما اقصد فكرة الحوثي التي تريد تطبيق الاثنى عشرية والتي كانت موجودة من عهد الزبيري في صعده وسماها الإمامة الهادويه ، التي جعلت من محافظة صعده اكبر ساحات مقابر منذ مئات السنين ، واليوم تسعى حركة الحوثي لإعادة السيناريو نفسه بدون وضع حرمة للدماء كونها يمنية مسلمة ، وأنا أتوقع اصطفاف وطني واسع بين فئات الشعب رغم اختلافها إلا أن الاختلاف لا يفسد للود قضية ، فمرحبا بكل شرفاء الوطن جميعا باختلاف مشاربهم وفئاتهم وأحزابهم وقادتهم فالكل يهمه الحفاظ على الجمهورية والوحدة وجاء الخطاب التحريضي الذي كشف النقاب عن مؤامرة ضد الوطن جميعا ليس كما يزعمون تقية أشخاص محددين ولكنهم في الحقيقة يريدون فرض فكرتهم بقوة السلاح على الشعب ظنا منه أن الشعب ملكه الخاص ، ولذلك ستنتصر إرادة الشعب وستسقط الرهانات التي تريد إجهاض ثورات شعب ضحى من أجلها بخيرة ابناه الشرفاء قديما وحديثا ، فدماءنا فداء نقدمها رخيصة من أجل الوطن الغالي [email protected]