«الموت للموت» هكذا يجب أن نهتف، هذا البلد ليس بحاجة إلى الموت؛ فلقد صار مُتخماً بالموت إلى حد التقيؤ، هذا البلد بحاجة إلى الحياة والحب والسلام، بحاجة إلى أن يتعلّم من جديد كيف ينصت لضحكات أطفالنا وهم يمرحون، وكيف يحتضنهم مبتسماً. هذا البلد بحاجة إلى أبنائه أكثر من حاجته للذخائر و«المعدّلات» بحاجة إلى أصوات أطفاله وهم يؤدّون «تحيّة العَلم» كل صباح أكثر من حاجته إلى أصوات الرصاص والقنابل. سئمنا دعوات الكراهية والحقد ودعوات التفرقة، سئمنا ترقُّب الحرب الأهلية، سئمنا النقاشات العقيمة التي تجرّنا إلى اللا شيء، إلى متاهات العدمية. ما يحدث اليوم في البلد «بلدنا أنا وأنت وهي وهو» وطن أطفالنا، ما تفعله جماعة الحوثي والتابعون له هي جريمة تسحق مستقبل هذا الوطن وهذا الشعب. لا أحّد ضد المظاهرات ولا ضد الاعتصامات، نحن ضد أي خروج مسلّح يهدّد أمن واستقرار البلد، ضد أي تحدٍّ سافر لهيبة وسيادة الدولة، ليضع المسلّحون أسلحتهم، وليتحدّثوا بلغة العصر، حتى نؤمن بمطالبهم التي ظاهرها فيها الرحمة وباطنها في مخططاتهم العذاب..!!. عليهم أن يضعوا أسلحتهم جانباً حتى نثق فيهم، وإن كان الأمر متعلّقاً بكرسي الحكم، فهناك اختراع اسمه «الانتخابات وصناديق الاقتراع» هذا الاختراع يستخدمه العقلاء والمحبّون لأوطانهم في كل بلدان العالم، ليجنّبوها شبح الحروب الأهلية التي تنتج دماءً وأشلاءً، مشردين جوعى ومجاعات، أيتاماً وأرامل، ثم يتحوّل البلد إلى مجرّد قطعة أرض تتصارع عليها المافيات. باختصار.. هذا ما سيحدث أيها المُفعمون بالحقد والبحث عن «نسب وهمي»، أقرب المقربين فيه إلى النبي، قال الله فيه: “تبّت يدا أبي لهب وتب..” لا شرف يرتجى من عائلة قيل في كبيرهم قرآن يُتلى فيه من القذع والذم ما يؤصّل لقاعدة قرآنية أساسية، قاعدة التفاضل التي على أساسها يميّز الله عباده ويصطفيهم: “وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. وتبقى التقوى هي مدار التمايز والتفاضل والشرفية الممنوحة للناس، أما النسب الشريف وهذه الهرطقات التي لم تقلها الكنيسة في أوج قُبحها، فهذا ما سيجعل الكثيرين منا يودّع هذا الدين ويستحي من الانتساب إليه، ربما هذا ما أقوله دائماً إن ثبت أن محمداً بن عبد الله جاء بدعوة عبوديتنا له ولأسرته، فإني أعتذر عن استمراري في حبّه والإيمان به؛ وأنا المفتونة به إلى حد العشق..!!. ليقدّم نفسه الحوثي لنا كحزب سياسي لديه برنامجه السياسي الحقيقي بلا «تُقية» ثم يدخل مع غيره من الأحزاب في منافسة على صندوق يكون فيها الشعب هو الحكم، ويعتلي كرسي السلطة رجلٌ استمدّ سلطته من سكان الأرض لا من السماء. ليس لنا حاجة بوصاية أحد، ولا حاجة لنا بشخص يخفي قبح أفكاره وزور حقده وشعوره بالنقص خلف نسب وهمي، ويبقى من حق هذه الدولة أن تدافع عن سيادتها وهيبتها أو ما تبقّى منها، أمام أي تمرد وأي عدوان يهدّدها وتحت أي مسمّى وأي مبرّر. وعلى الدولة أن تعلن أن هناك خطوطاً حمراء تجعل الدم مباحاً حين يقترب منها، وعليها أن تعلن أن كل جماعة مسلّحة تتحدّث باسم الدين هي جماعة إرهابية خارجة عن القانون، وأن كل المنتمين إليها إرهابيون مع سبق الإصرار. «الموت للموت»،لذا احذروا من خلل الأفكار والمعتقدات. "الجمهورية"