ضبط النفس وعدم التسرّع في اتخاذ القرارات من الأمور اللازمة في فنّ الممكن السياسي، أما الانفعال والتسرّع وعدم القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يحدث بسبب الانفعال والتسرّع فإنه دليل على عدم القدرة على إيجاد البدائل المناسبة بسبب الجهل وعدم الخبرة والكفاءة في التعامل مع الأحداث ، كما أن الانجرار خلف الأحقاد الشخصية والرغبة في الانتقام للفشل واحد من أعظم عوامل الانهيار، ناهيك عن الاتكاء على الاستقواء بالغير ضد الوطن باعتباره من أعظم الموانع التي تحجب ثقة الشعب وتدفع باتجاه الممانعة وعدم القبول بالقوى السياسية التي تعتمد على الاستقواء بالغير لتحقيق رغباتها الانتقامية مهما كانت مغلفة بالادعاءات الوهمية التي تدفع البلاد باتجاه الحرب الأهلية. إن التزاحم على جلب الغير للتدخل في الشئون الداخلية للأزمة اليمنية لم يعد مرفوضاً فحسب بل ودافعاً وبقوة باتجاه الفعل الوطني الذي يحمي السيادة اليمنية ويمنع المساس بالوحدة الوطنية، لأن التدافع باتجاه استجلاب الغير يولّد الكره ويضع المجلوب والجالب في خانة العداء للإرادة اليمنية الحرة والمستقلة، الأمر الذي يجعل الشعب اليمني بكل مكوناته أمام خيارات لا تخدم السلم وتؤثر بشكل كبير على مصالح العالم بسبب عدم الاستقرار ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية الجمهورية اليمنية. إن الدفع باتجاه تأزيم الحياة السياسية في الجمهورية اليمنية لن يحقق السلام وحماية مصالح العالم في الملاحة البحرية، ولن يجني معه من يؤزمون ويوترون الوضع في اليمن سوى خيبة الأمل وإقلاق أمن المنطقة وإحداث التأثير السلبي وتنمية روح الكراهية والدفع باتجاه ردود الفعل المماثلة التي تجعل المنطقة أكثر توتراً ، ومن أجل ذلك ينبغي على العقلاء أن يدركوا مخاطر هذا الاتجاه ويكفوا عن صب الزيت على النار ويثبتوا حسن النية تجاه اليمن، لأن من يقترب بسوء النية تجاه اليمن لإشعال الحرائق فيها ستحرقه نيران الفتنة قبل أن تنال من اليمن ووحدته وقوة إرادته الحرة والمستقلةس. إن الاتجاه الصحيح في معالجة الأزمة اليمنية يكمن في النوايا الصادقة التي تدفع باتجاه الحوار والحفاظ على الوحدة اليمنية ومنع التشظي والانشطار ومساندة اليمن في القضاء على الفقر، وتجفيف منابع الارهاب ومعالجة أسبابه بدلاً من إثاره الأحقاد وخلق العداوات والمكر السيئ الذي يحيق بأهله وعدم الإصرار على تمكين الشعب من حق الاختيار إرضاءً للعناصر والقوى الفاشلة أياً كانت، وليدرك الداخل والخارج أن الشعب اليمني قد سئم من تمديد الأزمة وبات مطلبه الوحيد هو انجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل في الانتخابات العامة، الرئاسية والنيابية والمحلية، لأنها المخرج الوحيد الذي يعزّز الوحدة الوطنية ويمنع الفوضى والانقسامات بإذن الله.