لا يجوز الاستمرار في مسار التيه السياسي مطلقاً لأن الشعب قد شب عن الطوق ولم يعد قابلاً بالمزيد من الغباء السياسي الذي وقعت فيه بعض القوى السياسية المتصارعة على الثروة والسلطة وقد بلغ الرشد السياسي الذي أدرك من خلاله أن تلك القوى لم تعد قادرة على فعل وطني يعزز الوحدة الوطنية ويصون السيادة اليمنية بسبب الغباء الذي أحكم سيطرته على قياداتها المتكلسة والتي لا تمتلك أية رؤية وطنية استراتيجية تعزز بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة ومن أجل ذلك ينبغي على العقلاء والحكماء أن يدركوا بأن الشعب قد تجاوز تلك القوى بوعي حتمي يرفض كل من يحاول البيع والشراء في قضايا الوطن ومستقبل أجياله القادمة . إن المراوغة وعدم الوضوح التي تمارسها بعض القوى السياسية يقضي على الثقة الشعبية ويحجب عنها مد جسور التواصل في المستقبل لأن الشعب اليوم يقدر عالياً القوى الوطنية التي تضحي من أجل المصالح العليا للوطن اليمني الواحد ويدرك تمام الإدراك أن القوى التي تمارس المراوغة وتظل في المناطق الرمادية هي قوى انتهازية نفعية الغاية عندما تبرر الوسيلة وأن الفكر النفعي الانتهازي قد سيطر عليها ولم تعد قادرة على التخلص من ذلك الاتجاه وغير قادرة على استيعاب المتغيرات المتعلقة بالوعي الشعبي وما زالت تعتقد أن الشعب مسير وليس مخيراً بل وتحتقر الإرادة الكلية للشعب ولا تؤمن بها. إن الوعي الشعبي بأهمية الوحدة الوطنية في كل المكونات السكانية والجغرافية للجمهورية اليمنية بأن اليوم هو الأسمى والأعظم الذي يعول عليه الشرفاء من أجل الحفاظ على الوحدة اليمنية لأن الوعي بأهمية الوحدة مستمد من الأمر الإلهي في قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) الأمر يسقط معه أي ادعاء بالباطل لأن جسور التواصل الشعبي أقوى من الارتهان للغير وأعظم من أي استقواء مهما كان. وهنا يترتب على القوى السياسية التي تعتمد على الاستقواء بالخارج أن تعود إلى صف الوطن وصف الإدارة الكلية للشعب التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها ومن أراد أن يكون له شرف إعادة بناء الدولة وإعمار اليمن فعليه بالوحدة لأنها القوى الفولاذية التي نواجه بها كل التحديات بإذن الله .