الوقوف أمام التداعيات المتسارعة في أحداث الساحة الوطنية يعطي قدراً كافياً من البيان الفاضح لتجار الحروب وبائعي الضمائر وعُبّاد المال الذين يتسابقون باتجاه الإضرار بالوحدة الوطنية من أجل مصالحهم الخاصة والأنانية, وهم من أكدنا مراراً بأن مصلحة الوطن العليا لاتعني شيئاً في تفكيرهم المادي القائم على الغاية تبرر الوسيلة, فإلى جانب ذلك كل الحقد والنزعة الانتقامية ومحاولة الثأر لفشلهم الذريع الذي لحق بهم نتيجة الغباء السياسي والعجز الفاضح في القدرة على التفاعل الايجابي مع المكونات السكانية والجغرافية ومحاولات الاستقواء بالخارج وعدم احترام الثوابت الدينية والوطنية الانسانية التي قوبلت بالرفض المطلق من الشعب اليمني الحر, وبسبب ذلك كله تجدهم يتهافتون أمام أية فرصة للانتقام من الوطن وقد أجازوا لأنفسهم استخدام كل وسيلة شيطانية من أجل الانتقام لذواتهم الشريرة, ولا مانع لديهم من تنفيذ مخططات أعداء اليمن الهادفة تمزيق الوحدة الوطنية, وقد برهنوا على استعدادهم لأن يكونوا مجرد أدوات تحرك من الغير. إن القوى السياسية التي لاتؤمن إلا بالمصالح الذاتية والأنانية ولاتضع وزناً وقدراً للمصالح العليا للوطن تظل تتسكع خلف كل شاردة وواردة يمكن أن تحقق غايتها العدوانية على وحدة الأرض والانسان والدولة اليمنية وتتحول إلى أدوات هدم من خلال الارتهان للغير لإشباع رغباتها المادية, وهي مقابل الحصول على الرغبة على أتم الاستعداد لبيع المبادئ والقيم وتتخلى تماماً عن الهوية الوطنية وتبيع الولاء الوطني مقابل رغبة الشر والانتقام, ومثل هذه القوى المصابة بداء العداء للشعب لايمكن أن تحقق نجاحاً في حياتها السياسية على الإطلاق بقدر ماتكشف يومياً عن نواياها الخبيثة الأمر الذي يقودها إلى سوء المنقلب. إن المواطن اليمني العادي في الشارع بات على قدر عالٍ من المعرفة بممارسة تلك القوى التي تستغل الفرص من أجل إذكاء نار الفتنة وإشعال لهيب الحرب من أجل مصالحها ورغباتها العدوانية, ولأن المواطن اليمني يدرك كل ذلك فسيكون الحصن المنيع الذي يحول بين رغبات الانتقام والدمار الذي تسعى إليه القوى الانتقامية التي فشلت في إدارة شئون البلاد من 2011م والتي لم تفلح إلا في إحداث الدمار ومحاولة تدمير المؤسسة الوطنية الكبرى الدفاعية والأمنية ارضاءً لأعداء الوحدة اليمنية والأمة العربية. إن الأعمال التي تبرز على الساحة اليوم هي نتاج ماحذرنا منه في 2011م من التحالفات المشبوهة والمقيتة, ومن أجل ذلك على الشرفاء والنبلاء في قوى الخير والسلام أن تأخذ الحذر لتحافظ على شرف التاريخ وأن تتوحد الجهود الوطنية من أجل حماية الوحدة الوطنية بإذن الله.