من العار أن نجد قوى لاتفكر إلا في الانتقام وقهر الوطن وإذلاله من أجل رغبة دفينة لم تعرف غير الهلاك والدمار في سبيل غايتها العدوانية ،ولأنها لاتدرك أكثر من الحقد والانتقام ولاتجيد النجاح ولاتصنع غير الفشل فقد دفعت باتجاه الشارع لضرب الوطن وتدميره وإسقاط مؤسساته ومحو اثاره من خارطة العلاقات الكونية بهدف إشباع رغبة الحقد وتغطية الفشل ،وللأسف كنا في تلك الأيام من تاريخ اليمن نجد المغرّر بهم والذين لا يدركون خطورة ذلك على المستقبل، يتجاوبون مع تلك الأصوات التي لاتمتلك حب الوطن ولا تقّر حق الانتماء ،وما أن أدرك الوطنيون الشرفاء خطر تلك النداءات على مستقبل أجيال اليمن حتى كان لهم شرف الرفض المطلق والعودة إلى صف الوطن المقدس الذي ينبغي بذل الغالي والنفيس من أجل حماية سيادته المطلقة، ففشل مشروع ضرب وتدمير اليمن وجاءت مبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وانتقل اليمنيون إلى التسوية السياسية التي فوّتت الفرصة على أعداء الوحدة اليمنية والطامعين في السيطرة على الموقع الاستراتيجي لليمن. إن المضي في طريق إنجاح التسوية السياسية وحقن دماء اليمنيين الطاهرة كان بمثابة الضربة الموجعة للقوى الراغبة في فرض الهيمنة والسيطرة على اليمن، فاستخدمت عناصرها المعروفة بشدة ولائها منذ الخمسينيات والستينيات ودفعت باتجاه تمزيق وحدة الصف العربي ،ولم يدرك المغفلون الذين قتلهم الحقد والرغبة في الانتقام المغزى العدواني من تلك السموم التي كادت أن تقف عائقاً في طريق الحوار الوطني فهرلوا صوبها وهم يعمهون. لقد استطاع أحرار اليمن أن يتجاوزوا مفخّخات العدوان على الوحدة اليمنية في مرحلة الحوار الوطني التي رسمها الراغبون في فرض السيطرة على الموقع الاستراتيجي لليمن وهرول خلفها الفاشلون الذين كانوا أدوات تحقيق الرغبات الأجنبية، وبات اليوم واجباً مقدساً على كل الخيرين والشرفاء والنبلاء الذين يقدّسون التراب اليمني أن يفوّتوا على أعداء اليمن الفرص، وأن يحافظ الجميع على السيادة الوطنية المقدسة وأن يمضوا بالتسوية السياسية اليمنية إلى الأمام بإذن الله.