يشعر البعض بالغرور عندما تبدي الدولة مرونة في تعاملها مع الخارجين عن الدستور والقانون، وبدلاً من الاستفادة من تلك المرونة نجده يظهر عنتريته وعنته وصلفه ويدفع بالمغفلين إلى لهيب الجمر دون شعور بأدنى قدر من المسئولية أو الحرص على عدم سفك الدماء، أو بما يعطي قدراً من المصداقية لما يقوله عبر وسائل الإعلام الخارجية التي تسهم في العدوان على السيادة اليمنية بشكل علني مفضوح من خلال استقطابها للعناصر الحاقدة التي فقدت مصالحها فتفتح لها استديوهاتها لتبث سمومها وحقدها على اليمن أرضاً وإنساناً ودولة، في استعداء فاضح من تلك الفضائيات لاصلة له بالمهنية الإعلامية بقدر ما له صلة بتنفيذ أجندة عدوانية ضد اليمن من الطامعين الراغبين في فرض السيطرة على المنطقة العربية الذين يعتبرون اليمن البوابة الرئيسية لفرض هيمنتهم على المنطقة بأكملها. ذلك ما أظهره المتمرد الإرهابي الحوثي عقب إعلانه القبول بالنقاط الست التي أعلنتها الدولة من أجل وقف الحرب في بعض مديريات محافظة صعدة، وبدلاً من الاستفادة من هذه الفرصة لحقن الدماء نجد الحوثي يدفع بالمغفلين المغرر بهم إلى المحرقة ويدبّج بياناته وتصريحاته بالتحدي الذي فضحه أمام العالم بأنه لايرغب في حقن الدماء وإنما يسعى إلى المزيد من سفكها إرضاءً لأسياده الذين يدفعون له، ثم الخيانة والعدوان على الشعب اليمني، وأصبح يتحدث عبر وسائل الإعلام المعادية لليمن وكأن الذين يتحدث إليهم لا يدركون خداعه ومكره وحقيقة أمره وضلوعه في التآمر على المنطقة العربية، ولايدرك بأن الذين يسمعون ويقرأون يدركون أن الحوثي لم يعد يمتلك إرادة نفسه وأنه أصبح أداة في يد الغير يفعل مايقولون مقابل الثمن الذين دُفع له مقدماً وينتظر ما تأخر من ذلك الثمن. إن أبناء محافظة صعدة الشرفاء باتوا على درجة عالية من الوعي ويدركون حقيقة المتمرد الحوثي وجميعهم أصبحوا في صف القوات المسلحة والأمن ولم يبق غير الذين غرّر بهم وحجب عنهم المعلومة وزرع في قلوبهم الخوف، وقريباً بإذن تصل الدولة إلى هذه العناصر لإنقاذها وإعادتها إلى جادة الصواب ومن ثم البدء في عملية إعمار محافظة صعدة مهما زايد المزايدون فإن النصر قريب بإذن الله.