عندما تطال الإساءة جسد الوطن ماذا بقي لإنسان اليمن الذي يرى في الوطن ذاته وصفاته وكرامته وهيبته وجلاله؟ وماذا بقي للحديث عن النخوة إذا لم تكن من أجل عزة الوطن وشموخ أبنائه؟ ألم يكن الألم الذي ترتكبه بعض القوى السياسية المتصارعة على السلطة قد بلغ عنان السماء؟ ألم تفح روائح العيب النتنة عندما تطاولت على الوحدة الوطنية وهزت أركان السلم الاجتماعي وأحدثت شرخاً عميقاً في جسد الوطن؟ متى تصحو ضمائر الناقمين على الشعب؟ متى تدرك القوى المتصارعة على السلطة أنها لم تسجل إيجابية واحدة من 2011م وحتى اليوم؟. إن الإمعان في النيل من الوحدة الوطنية من أجل المكاسب الذاتية الرخيصة من صفات الذين لا يهمهم وطن ولا يعترفون بالمكونات الجغرافية والبشرية للوطن بقدر إيمانهم المطلق بمصالحهم الخاصة ومصالح من يقف معهم لإنهاء البلاد والعباد وتدمير مقدراتها والإساءة إلى تاريخ الوطن وتقديمه بتلك الصورة العبثية التي تخلو من ملامح الوفاء لقدسية التراب الوطني والجائرة في التنكر لعظمة الوحدة الوطنية الخالدة. لقد برهنت قوى الصراع على السلطة على حقدها على الوطن وقدمت نماذج من النداءات العدوانية الفاجرة على الوحدة الوطنية المساندة بقوة الحقد والكراهية والبغض الشديد لوحدة الوطن من أجل الانتقام لذاتها على حساب الوطن، وأفصحت تلك القوى أنها لا تؤمن بالوطن ما لم يتحقق لها نهب الإمكانات والثروات وبناء الامبراطوريات الثرية على حساب المواطن اليمني البسيط، وإذا لم يكن الوطن رهن جشعها ورغباتها فإنها على أتم الاستعداد لمناصرة الشيطان في سبيل الانتقام من الوطن، وهذا ما وجده المواطن اليمني الحر. إن التطاول على الوحدة الوطنية أقبح ما تقدمه قوى التصارع على المصالح الخاصة، ومن أجل ذلك أدعو أحرار اليمن إلى المزيد من اليقظة والحرص الشديد على الوحدة اليمنية؛ لأنها اللبنة الأولى في صرح الوحدة العربية، ولا مكان بين الأحرار لمن يحاول النيل منها، ولا يدافع عن الوحدة إلا العظماء والنبلاء الذين يرفضون التقزيم؛ فهم كبار وصناع مجد وألق يماني، والحذر من قوى الغدر بالوحدة والعمل على حمايتها بإذن الله.