البعض من القوى السياسية يعتقد أن صياغة الخطابات وتدبيجها بالتطمينات وحدها الكفيلة بتحقيق القبول الشعبي ولم يدرك أن الأفعال سواءً السابقة أو اللاحقة للأقوال هي البرهان العملي على النوايا الصادقة أو النوايا السيئة, واليمنيون اليوم لم يعد اكتراثهم بالأقوال كثيراً , لأن الأقوال من 2011م لم تكن سوى خديعة وتضليل لإيقاع الوطن في شرك المؤامرات التدميرية, ولذلك فإن على القوى السياسية أن تقدم بياناً عملياً يبرهن على شعورها بالمصلحة الوطنية الكبرى المتمثلة في الحفاظ على الوحدة اليمنية وعدم الغدر الذي حدث لأبناء القوات المسلحة في عدن وحالة الذبح العنصرية التي نالت المؤسسة الدفاعية والأمنية. إن ممارسة المكر السيء والإصرار عليه لايمكن أن يحقق بطولة لأحد بقدر مايحمله المسئولية الكاملة التي أدت إلى التنكيل بأفراد من الجيش والأمن وحالات النهب والاستباحة التي مارستها مايعرف باللجان الشعبية من أي طرف وفي أي مكان من الجمهورية اليمنية وجميع تلك الأعمال الفاجرة هي البيان العملي لنوايا تلك القوى التي أثارت الشعب ونالت من كرامة المواطن وعرضت السيادة الوطنية للخطر وهددت وحدة الوطن اليمني الواحد والموحد وحاولت تمزيق الاندماج السياسي من خلال الإثارة التي طالت النسيج الاجتماعي بالأعمال العنصرية والإثارة المفجعة التي انعكست سلباً على كل من يمارسها وهي لابد ان تلحق به الفشل الذريع. لم يعد من المقبول اليوم الحديث عن الظلم والجور وجعله مبرراً للانتقام والتنكيل بأبناء الوطن اليمني الكبير ومحاولة النيل من وحدته اليمنية المباركة تحت مظلة الادعاءات الكاذبة والتسويق لإثارة المناطقية والمذهبية من أجل الرغبة الشخصية في الانتقام من الشعب أو محاولة البقاء في السلطة دون رغبة الشعب ودون آليات العمل الديمقراطي, ومن يعتقد أنه قادر على فرض نفسه على الشعب باعتماده على الاستقواء بالقوى الأجنبية فإنه واهم, لأن الشعب اليمني يأبى التبعية ويرفضها ويرفض من يستقوي بها أو يعتقد أنها حصنه المنيع. إن تحقيق القبول الشعبي من أجل نيل ثقته لاكتساب الشرعية يحتاج إلى الأعمال الوطنية الكبرى التي تبرز فيها قوة الشعور بعظمة اليمن الكبيرة وقوة إرادته الحرة والمستقلة ولاتحتاج الاستجداء والاستقواء بالخارج أياً كان, وقد ثبت أن الخارج لايمكن أن يحقق الاستقرار مهما كانت قوته وإمكاناته, لأن حرية الانسان اليمني وقوة إرادته أعظم من كل القوى الخارجية وأشد بأساً في الحفاظ على السيادة الوطنية الحرة والمستقلة, ومن أجل ذلك نكرر الدعوة لكل القوى السياسية بالكف عن جلب أعداء اليمن والاستقواء بهم والاتجاه صوب العمل الذي يحقق حق الاختيار الحر المباشر عبر آليات العمل الديمقراطي والاعتماد على مبدأ التداول السلمي للسلطة بإذن الله.