*ان التعامل مع الحوثية او انصار الله -كظاهرة - وكأنه مجرد طارئ وسطحي ووفق نظرية المؤامرة والتنميط لا يدل الاّ على ان ثمة خلل فكري وسياسي ومجتمعي عميق وليس ادلّ على ذلك من انتهاج السلوك مع الحوثي والتعامل معه على ماينتجه وليس بكون الحوثية نتاج لمسببات عميقة ومتصلة ومتسلسلة من الاخطاء والخطايا السياسية القاتلة ولعبة البلهاء غير الممتعة والعدمية طيلة عقود خلت. - ولهذا يريدون التجييش والتعبئة بالضد او حتى الاتفاق بناءً على التصور النمطي والقراءات الشوهاء كأصحابها على هذا الاساس ،وهذا -لعمرالله- هو الأكثر فداحةً وقبحاً وهمجيةً وخطايا متراكمة وجهل مركب فاضح ،ليس لان الحوثية كظاهرة او انصار الله نتاج لاختلالات بنيوية عميقة اهمها: - ازمة الدولة وكل ما يتفرع منها ويتصل بها ، وازمة النظام السياسي ومايرتبط به، واختلال النظام الاقتصادي ومؤثراته، والنظام الاجتماعي وانقساماته، والنظام التعليمي ومذهبيته، والفشل الخدماتي وماينتج عنه، والنظام الثقافي ووبائه، وصولاً لتحويل الجيش واجهزة الامن لساحات منكشفة واوراق فاسدة ومدمرة وتحويله الى منهجية التواقف والخوصصة والمحاصصة واقتسام ولاءته وضرب المؤسسية في بنيانه وذبح اسس النظام فيه والقانون والمهنية والتعامل وفق مبادئ العدل وقيم المواطنة والحريات العامة والخاصة على حدٍ سواء. _ ناهيك عن ازمات متغلغلة في الشرعية والمشروعية ،وتحويل العام الى خاص والخاص الى عام وفقاً للفئويات المتعفنة والموبوءة لازلام السلطة وارباب الفساد واذناب التسلط. - وبهذا ضربوا الجمهورية كمبدأ وأهانوا قيمها وسحقوا راياتها وأفرغوها محتوىً وقيمةً ومُثلاً وسلوكاً، فأتى الحوثي يريد بناء نموذجه الخاص به ،جمهوريته الخاصه ،دولته ،نظامه العام والسياسي ،اقتصاده ومجتمعه،علاقاته الخاصة،جيشه واجهزته وثقافته الخاصة..الخ، ظناً منه انه الامثل والافضل والانجع وان الاختلالات هي في النظم والاشخاص القائمين عليها وهو مايشعره بأنه الاكثر تأهيلاً ومأهولية من غيره وهذا مايفسر وحدة خطابه والاستماتة والتماهي مع مايحمله. * وعليه فالخلاص -ياسفلة السلطة وارباب الفساد واقطاب التسلط ومجايليّ العجز- هو ان تتجهوا الى الاسباب التي احدثت كل هذا وازالة موبقاتكم وجرائمكم وكفّ ايديكم وغلّها عن كل هذا القبح والجهل المزدان بنصر طه وغيره من سدنة "النظام الساحق" ومعالجة كل المسببات والعوامل المؤدية لمثل هكذا ظواهر. - امّا التعامل مع ماتنتجه الحوثيّة كنتاج لسياساتكم الرعناء وافسادكم الممنهج وفقركم المعرفي وافلاسكم الفكري والاخلاقي وجهالتكم الموبؤة والصدئة فان ذلك لايعني سوى شئ واحد.........!! * ملحوظة: استسمحكم عذراً بعدم قول ذلك "الواحد" الآن على الاقل مع العلم انني ومنذ مدة قد قلته وفي مواطن كثيرة. *باحث وناشط سياسي