نحن نعيش مرحلة استثنائية ، نعاني فيها من هبوط منسوب الوعي، وارتفاع حاد في درجة اليأس ، إحباط يلتف على الأعناق ، وتشاؤم يشل الأرجل، وندم يتفشى كالجذام . إن مهمتنا اليوم يجب أن تكون أيضا استثنائية ، فلسنا ممن يسلِّم بهذه الأعراض ويتركها تسري في الأروقة وتسكن البيوت كالأشباح . لابد أن نزرع الأمل ، ونبذر التفاول ، وتشق شفاهنا ابتسامة الواثق يتطلع للسماء. ان بيعت سلع (الازمات) سنقول لتجارها (لامقام لكم فارجعوا) . لسنا نتحدث عن مسكنات أوحقن ،إن العينين تلمعان بشعاع الاستبشار، وإن القلب يلتهب بالحماس المتطاير في الجنبات. سنعمل حتى يتعب (المجرمون) فإذا تعبوا وجدونا في قمة النشاط. إننا أصحاب قضية الوطن ، وجلودنا تمتلئ بخلايا الوطنية. نحن لانستسلم ،ولانعرف شيئا اسمه الاحباط ، ولم نسمع من قبل باليأس .وكلما رآنا التشاوم ولى هاربا من طريقنا. إن (رغوات الزبد) لن تمكث في الأرض وإن تكاثرت وانتفشت. قولوها بكل ثقة: نحن ما ينفع الناس وسنمكث في الأرض .نحن قدر الله وجيله الذي زرعه ، لنا الصدر دون العالمين أو القبر. إسالوا الناس سؤال الله الذي طرحه: (فما ظنكم برب العالمين). إن روحكم كالشمس تغرب لتشرق من جديد. أنتم اليوم (جيش) الأمل الزاحف على جبال الازمات، تدكون أسلحة التشاؤم، وتذيبون جبهات الجليد المتلبد في الأفاق. تطلقون مدافع الثقة ، بذخائر الصبر والإيمان. سيروا فاتحين القلوب بالاستبشار ،مغذين العقول بالوعي والثبات. اصنعوا (مفاتيح) الأبواب المغلقة بقطرات (الدمع) المتقاطر في السجود وتراتيل (الذكر) المرطب للألسن. سيروا على بركة الله فاليمن تحتاج كتائبا من المتفائلين ،ومعسكرا من الواثقين ،يفتح النفوس ويصنع من (الأزمات) الملقاة في قوارع الطرقات سلما يصعد به نحو النجاح.