الشيء الذي لم يتمكن الشارع اليمني من تقبله الى اللحظة هو ذلك المؤشر الخطير والذي بدأ ظهوره يشهد حالة من النمو السريع تحت عنوان "التدخل العسكري ".. لاشك ستضع حول هذا الموضوع علامات تعجب ذوا حجم كبير لدى كل مواطن يمني خصوصا ان ما تبقى من احداث في اليمن لم تعد تستدعي الى أي نوع من التدخل , ولكن ماهي التداعيات الحقيقية التي جعلت كلا من امريكا , والسعودية , ومصر تقوم بمشاورات حول تشكيل قوة عسكرية موحدة يتم ارسالها على خلفية التدخل لحل الاوضاع الراهنة في اليمن ؟!, انما هناك حقيقة تقول بأن الهدف ابلغ من ذلك بكثير.. لفت انتباهي موضوع صحفي قبل النشر كان الاستاذ طاهر العبسي في وضع لمساته الاخيرة وكان بعنوان" الاهمية السيادية والاستراتيجية لباب المندب" حينها قلت في نفسي نعم أأيده كثيرا ولكن ماهي المناسبة والظرف الذي جعله يغرد خارج سرب الفكر اليمني المنشغل في شؤون تشكيل الحكومة والأوضاع السياسية على الساحة برمتها . لكنني عندما قرأت خبرا لم ينشر بالشكل المطلوب وهو " ادعاء مصر لملكية باب المندب " ثم خبر المزاعم الأمريكية السعودية والمصرية حول تدخلهما العسكري في اليمن ادركت حينها وبعد الربط بين هذه الاطراف واخبارها ان هناك موجة تقودها عاصفة بحرية ضخمة باتجاه اليمن , وما قطع الشك باليقين هو معلومة ارسال ايران لبوارج بحرية الى سواحلنا , وعليه بني التالي: امريكا , والسعودية , ومصر , وغيرهما يسعون بكل قوة وفي اسرع وقت ممكن للسيطرة على مضيق باب المندب سوا كان ذلك تحت ذريعة تدخل عسكري او ادعاء مصر ملكيته فلم يعد يهمها أي شيء بقدر بلوغها تحقيق ذلك الهدف الذي تحرص فيه ان تكون جميع هذه الخطوات وتنفيذها قد اتخذ قبل ان تتمكن ايران من الاستيلاء عليه.. المعروف ان مضيق باب المندب يشكل ممر ملاحي هام جدا بالنسبة للتجارة العالمية , ومنه يمكن احكام السيطرة على كافة السفن التجارية التي تمر من والى جميع دول العالم الاهم من هذا كله هو ان جزء كبير من هذه السفن تحمل بضائع مهربة وتمر دون رقابة دولية تساعدها في ذلك ما يتم برمه من اتفاقيات محلية لتسهيل عملية العبور , وتتمثل البضائع المهربة بكميات كبيرة من المخدرات , والاسلحة , والادوية وغيرها التي تصل قيمتها الى مليارات الدولارات . هذه الدول دق لديها ناقوس الخطر تجاه القبضة الايرانية التي حتما سيسبب احكامها ضربة قوية في خاصرة اقتصادها الغير شرعي , وقد يؤدي هذا التنافس الى مواجهة حربية لا نحمد عقباها الا اننا وبكل تأكيد مع التمتع بالسيادة الوطنية من التحكم بباب المندب فألى جانب عملية منع التهريب البحري الذي يتم عبر هذا الممر ايضا يمكننا الاستفادة منه لتعزيز الاقتصاد اليمني من خلال استثماره امنيا, وسياحيا , وخدميا , واقامة عليه منطقة سياحية وتجارية . لكننا عندما نسمح بتهريب تلك السموم فأنها تعود علينا بالدعم المباشر واللامحدود لعملية وخلايا الارهاب في بلادنا وذلك بغرض بقاءنا داخل دوامة من الصراع حتى لا نستيقظ لما يمر من سواحلنا وفي مقدمتها باب المندب وميناء عدن....