هو ليس حزباَ تتغير بين الحين واﻶخر سياساته ومنهاجياته، وليس قبيلة تسقط أصولها وتمتد جذورها، هو ليس رأياً وﻼ وجهة نظر، ليس قضية يمكن أن تديرها حلقة نقاش أو ظاهرة يمكن أن تحدد أسبابه ورشة عمل وتحد من نتائجها حملة توعوية.. ماذا تعرفون عن الوطن؟ وفي أي مدرسة تعلمتم دروساً في الوطنية؟، سؤالي أوجهه لكل من يسمح لنفسه أن يكون خنجراً في صدر هذا الشعب. كوسيلة وفرض العنف كقرار وتصويب الجريمة كحل أخير ووحيد، من أين تغذت أجسادكم وأين ترعرعت قاماتكم وكيف وصلتم إلى هذه الدرجة من الغباء الروحي والتبلد اﻺنساني؟!.. أنا ﻻ أصدق أن من يقف خلف حوادث التفجير والقتل واﻼغتيال يمكن أن يكون يمنياً، أو تنفس من هواء هذا الوطن العليل، أو ذاق حﻼوة الحياة البسيطة فيه. أبناء هذا الوطن وإن كانوا يشكون مرارة أوضاعهم اﻼقتصادية والسياسية إﻼ أنهم ﻻ يمكن أن يكونوا بهذا الحجم من البﻼدة والبطش، ولو فرضنا أنهم وقعوا تحت تأثير المصلحة وأعمت بصائرهم أموال أو مناصب فإن بذور الخير التي تحملها قلوبهم ﻻ زالت يانعة وصالحة ﻷن تثمر من جديد. والسﻼم على من لم تغويهم أي إغراءات من الداخل أو الخارج فالوطن في أعينهم جسد واحد ﻻ يمكن أن يتجزأ، إننا أمام طوفان سياسي قاتل يمكن أن يلغي معالم الوطن إن لم يتخذ أصحاب القرار إجراءات عاجلة وقرارات حاسمة تحدد عقوبة هؤﻼء المفسدين وتجتث خﻼيا الفساد التي تغذيهم وتحكم منافذها الداخلية والخارجية أمام أي حركة تسلل يمكن أن تشكل قافلة مدد لهؤﻼء في الداخل. صورة العنف المتطورة التي أصبحت تستهدف صمام اﻸمن في الوطن لم تعد ترهب الناس بقدر ما أيقظت فيهم غفلة اﻺنكال على أجهزة الدولة فقط، تلك اﻸجهزة التي وصلت سن الشيخوخة حتى لم تعد قبضتها محكمة على كل من يتمرد على القانون ؟؟؛؛