* عندما حاكموا عباس بن فرناس بتهمة: السحر قال الشاهد عليه : رأيت بقايا طيور وحيوانات ميتة!! واتضح بعد زوال غومة الجهل ومرور مئات السنوات ان التهمة التي اعدم بها عباس بن فرناس مخترع الطيران كانت اساس بنى عليه علماء اوروبا علم الطيران اذ انه كان يدرس علم التشريح في بقايا طيور وحيوانات ميتة ليعرف كيفية حركتها. تذكرت هذه الحكاية المؤلمة وانا اتأمل حال بلدي اليمن الذي جعله الجهل اشبه بمن يريد ان يطير بلا جناحين. فكيف يكون الحال اذا اجتمع الجهل مع السلاح ، واجبنا كمثقفين نشجع الناس على السؤال فالجهل عملية مغلقة ، ومشكلة الجاهل انه لا يعلم بجهله ، وكما قيل : من لم يذق مُرَّ التَّعَلُّمِ ساعة .. تجرّع ذلّ الجهل طول حياته. ولقيمة السؤال اذكر لكم قصة امرأة اصيبت بنوبة قلب على الطائرة فسألت : أيوجد طبيب فرفع 15شخصا أيديهم، كانوا أطباء قلب مسافرين لحضور مؤتمر، فعالجوها ونجت. عقول بعض الناس مثل قالب البلك لا يستوعب الا طبقة الخرسانة التي يتم انزالها فيه ولهذا فالتعصب توأم الجهل والجاهل لا يتعامل مع افكار في رأسه بل مع أصنام. تستهويني مقولة للإمام علي " لا فقر أشد من الجهل " واضيف اليها لا مرض أشد من الجهل. قد تجد جهلا مركبا العقل فيه دائرة مغلقة ومحصورة. أو علم زائف تحول مع الهوى والطمع الى استبداد خطره اشد من الجهل. اناس يتحدثون في كل شيء !! ويفتون في كل شيء وتأثير علمهم السلبي على واقع الناس اجهل من الجهل ذاته !! وصدق ابو العلاء المعري حين قال: فواعجباً كيف يدّعي العقل جاهلٌ .. ووآسفا كيف يلبس الجهل عاقل. واختم بعبارة ارددها دائما :" ما أجمل اليمن لولا الجهل " . اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي اللهم أرحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين "الثورة"