كل بلاد يهبها الله هبة تميزها عن غيرها، فبها تعرف، وتتميز وتزار وقد تكون مصدراً من مصادر ثروتها ونهضتها. لكن ما نتميز به نحن وبلادنا غير سد مأرب والآثار المنهوبة، والطبيعة الخلابة ووو...... فنحن شعب مخزن بلافخر، تحولت وجنات شعبنا إلى مجرد مخازن للقات، ضف على ذلك الأشجار التي تحولت لأشجار قات وحسب.. لكن ما أصبحنا نتميز به لاحقاً، هو وجود إبداع متميز ومختلف، كان يجسده الفاشلون على مر التاريخ، الذين ربما وضعوا بفشلهم لبنة لإبداع جسده ناجحون وعباقرة، فقد تحول طيارونا اليمنيون إلى عباس بن فرناس لكن بطائرة، على الأقل عباس بن فرناس طار بأجنحة صنعها هو، وعندما سقط لم يقتل حتى نملة، ومن سقوطه تعلم الناس النجاح، وفكروا بصناعة الطائرات، ليطير الناس بها, لا لتسقط على رؤوسهم وتسحقهم.. كل خمسة أشهر أو أقل أو أكثر، تهوي طائرات على رؤوس سكان صنعاء, لتسحق ما تسقط عليه، أطفال.. نساء.. عجائز.. مارة.. شباب، المهم أن تسقط وحسب... والناس بعد ذلك ماذا يفعلون، يذهبون بأحزانهم للجحيم، ويقولون ستجرى تحقيقات وسيعرف سبب الخلل، وبعد أيام لايحصل أي شيء سوى أن يلفق كل طرف هذه الجريمة البشعة للطرف الآخر، وهم على كراسيهم، وينتهي كل شيء.. أريد أن يجيبني أحد على هذا السؤال: لو كان أحد من المسئولين أياً كانت انتماءاتهم سقطت هذه الطائرات على منازلهم، وسحقت وأحرقت نساءهم وأولادهم أكانوا صمتوا هكذا؟!.. ولنفترض أنه قضاء وقدر، بسبب عطل فني كما يقولون.. لماذا هذا العطل، لماذا يسمح لهم بالطيران فوق المدينة وأحيائها، هل توجد حكومة في العالم مهما كانت نامية وفقيرة ومتخلفة تسقط فيها طائرات على ساكنيها، لم أسمع بذلك، هل يعقل أن طيارينا اليمنيين بهذا المستوى، لا أنا ولا أحد غيري يمكن أن يصدق أن كل شيء ليس وراءه شيء.. لماذا لم يتحول طيارو اليمن إلى عباس بن فرناس إلى الآن، أين كان هذا الغباء حتى ظهر الآن والآن فقط، هل باتت أرواح الناس سلعة رخيصة لهذه الدرجة، هل تعجز الحكومة عن عمل أماكن خاصة لطياريها الذين لن يصلوا حتى لمستوى عباس بن فرناس رحمه الله ؟. تخيلوا كيف هم أهالي من ماتوا الآن، وكيف كان من ماتوا قبل موتهم، كيف تخيل أولئك الذين أمسكوا بمقود الطائرة وطاروا، فوق أولئك الناس أنهم في عالم لهم وحدهم، إن طاروا فالسماء سماؤهم، وإن سقطوا فالأرض لهم، لكل قارئ ضع نفسك مكان من فقد أخته أو أمه أو طفلته أو أباه أو أخاه أو أحد أعضائه أو.. أو.. وستشعرون بما شعروا، وستعون عظم الوجع وهول المصيبة. رابط المقال على الفيس بوك