حاول جدنا عباس بن فرناس الطيران أو التدريب على الطيران فأخفق للمرة الأولى واستطاعت النهضة الأوربية بعد فترة طويلة دراسة النموذج من حيث الأخطاء والمزايا ,فكانت نتيجة الدراسة طيران الإنسان جوا فوق السحاب بحيث أصبحت إحدى المواصلات الأساسية بين الدول ؛ بينما في بلادنا يستمر مسلسل سقوط الطائرات في الربيع اليمني الذي يتحول تدريجيا إلى خريف تمطر سماءه طائرات وبرد. كل منجز قام به عباقرة العالم وعظماءه يكاد ينتحر في اليمن , فكما انتحر حلم اديسون على يد كلفوت ها هو حلم الاخوان رأيت يسقط على رؤوس الأبرياء بدلا من سقوطها على رأس كلفوت أو أحد زعماء القاعدة. المشكلة الكبرى أن عمليات السقوط المتكررة نتيجتها واحدة «خلل فني» ولا يوجد «حل فني» بالرغم من تصريحات البعض بأن الطائرة عندما أقلعت كانت سليمة مائة بالمائة. السر في ذلك يعني أنه تم تصفية بعض القادة على الارض من قبل القاعدة, ويتم تصفية القاعدة الجوية من أحرارها الشجعان من قبل جهات تريد تصفية حساباتها مع أفراد القوات الجوية , ومع الرئيس هادي, تريد إشعال الأرض والسماء وتدمير ممتلكات الشعب. الطائرة بدون طيار تجوب سماءنا ليل نهار و لم تسقط أي واحدة منها حتى الان ولم يحدث لها خلل فني بل يسقط لها ضحايا , بينما طائراتنا عبارة عن عملية انتحارية عن طريق الغلط وفي المكان الغلط. أصبح المواطن ينطق بالشهادة حال سماعه صوت طائرة ويمسك على رأسه وهو يدعوا اللهم حوالينا ولا علينا اللهم ؛ على الاكام ورؤوس الجبال ؛ اللهم على كلفوت وأعوانه والقاتل وزمرته, اللهم احفظنا من فوقنا «الطائرات» ومن تحتنا «الالغام». سقطت تفاحة على رأس نيوتن فاكتشف قانون الجاذبية وسقطت فوق رؤوسنا الطائرات ولم نستطع اكتشاف سبب سقوطها لأنها لم تدع لأحد من ضحاياها فرصة للتفكير. السقوط يدل على المؤامرة والمؤامرة تدل على أمر دبر بليل , وأثرها لازال عالقا في الأذهان , فسماء ذات طائرات تتربص بحياتنا ؛ وأرض ذات الغام تنهي هدف المليون خطوة في لمحة البصر. يمكن والله أعلم, أن الجاذبية في صنعاء أضعاف الجاذبية في الحديدة , وعلى علماء الفيزياء أن يعيدوا النظر في هذه المسألة. سقطت الطائرة مع الطيار, بينما لم تسقط الطائرة بدون طيار , يعني الكمبيوتر أحسن منا يلعبها صح. سألني ابن اخي الصغير هل تحب الطائرة , بعد أن شاهد أنشودة طيور الجنة الجديدة «الطيارة» فقلت له نعم , ووجهت له نفس السؤال فأجاب بالنفي وعلق قائلا :الطيارة في بلادنا لا تطير بل تزحف «مبوشات». هناك من يحاول أن يقص جناح هادي مبكرا ليحلوا له الرقص على أشلاء اليمنيين بما يعني أن هذا أمر خطير يجب على أجهزة الأمن أن تكشف ملابساته وتلاحق مرتكبيه أينما كانوا, عليهم أن يغيروا موظفو الدفاع الجوي كاملا من أصغر موظف إلى أكبرهم لأن الخلل من الداخل ؛ عليهم تصفية جونا المعكر بالأخطاء المتكررة «خلل فني». عدد الطائرات التي تسقط في سوريا يساوي عدد التي تسقط عندنا , مع أن الفرق واضح, في سوريا تسقط لأنها تقتل الأبرياء, وفي اليمن تسقط لأن من فيها وضحاياها هم أيضاً أبريا , إنه زمن اغتيال البراءة بفعل فاعل لازال يتنكر لكل تقدم تحرزه الحكومة. إن هذا الكابوس يطاردني في كل مكان ؛ حيث سقطت الطائرة في سوق الحصبة أمام عيني , وسقطت في الجامعة بالقرب من إحدى السكنات التي عشت فيها زمانا , وهربت إلى الخمسين حيث اشتريت بها قطعة أرض قبل يومين, ولا أقول سوى الله يستر من أخرها. أخيرا نصيحة يقدمها جدنا عباس بن فرناس أن نجعل طياراتنا بدون طيار, لأننا لسنا في زمن جدنا عباس بن فرناس بل في عهد التطور السريع طائرات بلا طيار ,ولأن الخسارة البشرية أشد منها ماديا , وحتى نحافظ على سماءنا رائعة تمطر خيرات تحيا به الأرض والعباد ,لا طائرات ترهب المواطنين مع كل طلعة جوية أو تدريب.