كما هو القتل واحد وإن تعددت أسبابه ، كذلك الاجرام هو واحد سواء جاء تحت مسمى الاجرام أو تحت مسمى السلام أو تحت مسمى العدالة أو الحرية أو أي مسميات أخرى كحقوق الانسان والديمقراطية وغيرها. أمريكا التي تمارس الاجرام العالمي بحق شعوب العالم .. كثيرا ما تُلبِس إجرامها بثياب الحرية وحقوق الانسان والعدالة وغيرها من المسميات ، فكم بلغ ضحايا إجرامها في العراق هذا البلد العربي الذي كان ينعم بالأمان والحياة الهادئة جاءت اليه امريكا باسم الحرية وحماية السلم العالمي ونشر مبادئ الحرية والديمقراطية ليكون نموذجاً للعدالة والمساواة والحرية لان الديمقراطية تعني تلك المفاهيم كماهي في امريكا وأروبا. اليوم العراق تسوده جرائم القتل والدمار لكل ما هو حي وغير حي في هذا البلد ، أكثر من مليون من أبناء العراق سفكت دمائهم وملايين من ابناء العراق شردوا وعرق واموال ابناء العراق التي بذلت لبناء وطنهم هدمت وتحولت الى ركام كل والصراع المذهبي والعرقي التهب ، هل ذلك هو ثمن مناسب الديمقراطية التي اتت من اجلها جحافل الغزاة الامريكيين الى العراق ..!! وهل هذه الحرية تحتاج احراراً..؟؟ وكم انتقدنا امريكا في ذلك ...!!! الان في سوريا وفي ليبيا الالاف يقتلون والملايين يشردون والبنى التحتية التي سهر على بنائها وتشييدها ابناء سوريا وليبيا تهدم ، وكل ذلك في سبيل ما اطلقوا عليه الحرية والعدالة والديمقراطية نفس مسميات امريكا لجرائمها وزدنا عليها في سبيل الله ودين الله .. أي حرية هذه التي لا تحتاج الى احرار ، وأي عدالة تلك القادمة بالظلم والاجرام وأي مساواة تلك القادمة بالتفرقة المقيتة ، وكل يطلق على من يقوم بذلك مجاهدون في سبيل الله ، وأي جهاد في سبيل الله يرتكب جرائم لا يرضها الله ولا رسوله ولا عبادة ولا حتى الشيطان . في تلك البدان العربية التي تحولت الى بلدان جريحة ، وغيرها من البلدان العربية التي تسير في فلك حرية العراقوسوريا وليبيا ومنها بلدنا بلد الحكمة والايمان تسفك دماء ابنائها ، ونهدم بنيانها ، وكل ذلك تحت تلك المسميات التي كنا ننتقد امريكا لجعلها غطاء لجرائمها ، اليوم نستخدم تلك المسميات نحن لتبرير جرائمنا ، وزدنا عليها شعارات الاسلام ( الذي هو دين السلام ) ذلك الدين القيمْ أو دين القِيَمْ الذي انتشر للعالم بالكلمة والموعظة الحسنة ، انتشر بالسلام ، اليوم يتناحر أبنائه المسلمون ويسفكون دماء بعضهم ويهدمون ديارهم لاختلافهم على مصالحهم الضيقة واختلاف آرائهم الجزئية في دين السلام والمحبة والعدالة والمساواة ، ماذا تركتم لدين السلام من سلام ، ودين المحبة من محبة ودين العدالة من عدالة ودين المساواة من مساوة أين نحن من هذا الدين الذي يقول الذي يقول لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه والذي يقول لوهُدم بيت الله حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم مسلم. اليوم نقتل زهور، وزهرات الحياة كما حصل في رداع وكما يحصل في بلداننا العربية التي تعاني ما نعانيه ونهدم البيوت بحج نشر السلام في الوطن وغيرها من الحجج ، و نتصارع باسم دين السلام وكل ما نقوم به لا علاقة له بالسلام ودين السلام ، ترتكب الجرائم باسم السلام ، ودين السلام وباسم العدالة والمساواة ، والحرية ، والديمقراطية ،وغيرها من المسميات ، وكلٍ يحتسب من يقوم بهذه الجرائم شهداء عند الله ، فماذا تركنا للمجرمين لكي نسميهم مجرمين لا شيء . اقتباسات من قصيدة " أحزان ...وإصرار " للأستاذ عبد الله البردوني.. رحمه الله مُرةٌ أحزانُنا.. لكنها- يا عذاب الصبرِ - أحزانُ الرجالْ نبلعُ الأحجار.. ندمى إنما نعزفُ الأشواق.. نشدو للجمالْ ندفنُ الأحبابَ.. نأسى إنما نتحدّى.. نحتذي وجهَ المحالْ إنما.. ياموتُ.. هل تدري متى ترتخي فوقَ سريرٍ من مَلالْ؟ في حنايانا سؤالٌ.. مالهُ من مجيب.. وهو يغلي في اتصالْ ولماذا ينطفي أحبابُنا قبلَ أن يستنفذَ الزيتَ الذبالْ؟ ثمّ ننسى الحزنَ بالحزن ومَنْ ياضياع الردّ - ينسينا السؤالْ..؟ [email protected]