مازالت جريمة قتل الصحفيين الفرنسيين تثير جدلاً واسعاً ليس لأنها فقط حدثت في واحدة من أهم عواصم الغرب وإنما أيضا لأن هناك جريمة أخرى سبقتها تمثلت في الإساءة للرسول الكريم وهذا ما يثير الكثير من الأسئلة. ولو عدنا قليلاً إلى ما قبل تنفيذ هذه العملية الارهابية فسنجد أن كل طرف من الأطراف أعطى المبرر للطرف الآخر فتنظيم القاعدة بوجهه الإجرامي القبيح وعملياته القذرة التي تطال كافة الناس ويقتل لمجرد القتل فقط أعطى صورة ذهنية سيئة للعالم عن الدين الإسلامي وجعلهم ينظرون إليه كدين قتل وإرهاب بينما ديننا هو دين الرحمة والتسامح والحب والسلام والأمان وبالمقابل فما يقوم به اولئك الناس من إساءة لنبينا الكريم وديننا الاسلامي بحجة حرية التعبير يعطي هذه الجماعات الحجة القوية لتنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية وهكذا فكلاهما أخطأ وأوصلونا إلى ما نحن عليه الآن. الرئيس الفرنسي يدافع عن حرية التعبير متناسياً أنه ودولته حرموا التعرض لليهود ومعاداة السامية ضاربين عرض الحائط بحرية التعبير بينما يدافعون عنها في موقع آخر ولو أنها أساءت للدين الإسلامي ورمزه العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا يعي هولاند وغيره من الزعماء والمدافعين عن حرية التعبير ان هذه الحرية لا يجب أن تتضمن الاساءة للأديان والمعتقدات حتى لا تتيح فرصة لمثل هؤلاء المتطرفين أن يقوموا بمثل هذه الأعمال الإجرامية. سمعنا معظم رجال الدين المسيحيين يؤكدون حرمة التعرض للأديان السماوية والأنبياء وأن حرية التعبير لا تعني الإساءة للرموز الدينية والمعتقدات لأي شعب من الشعوب لكن هؤلاء لا يسمعون ولا يهمهم ما يقوله البابا أو غيره المهم لديهم أن يسيئوا للناس ومعتقداتهم غير آبهين بأي شيء ما أدى إلى نشوء التطرف المضاد والبلاوي التي يسببها للمسلمين قبل غيرهم فنحن كمسلمين نعاني كثيراً من الإرهاب والجماعات المتطرفة التي تم إنشاؤها ودعمها لتحقيق أغراض تلك الدول التي تحاربها الآن وتجعلنا ندفع المليارات من اجل التحالف الدولي المزعوم الذي لم يحقق حتى الآن أي هدف حقيقي ليكون بداية للقضاء على هذه الجماعات. وعلى الرغم من أن هناك شكوكاً كثيرة حول أهداف التحالف الدولي لمحاربة داعش والقاعدة لكن إذا كان هناك جدية لدى هذه الدول فيما تقوم به فيجب أن ينطلق من رؤية واستراتيجية عالمية وتعريف الإرهاب حتى لا يستغل بشكل سيئ وكذا إصدار التشريعات والمواثيق الدولية التي تجرم الإساءة للأديان والمعتقدات وكشف كل الدول والمنظمات والجهات الداعمة للإرهاب وحشد كل الجهود والإمكانيات والقوات وقبل ذلك كله النية الصادقة لدى الجميع في محاربة هذه الآفة والقضاء عليها وحتى لا نظل ندفع ثمن الإرهاب والإساءة للمعتقدات. صحيفة الثورة