أرعبت الحوثي ...وحميته من القتل !!! ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية قد أربك المشهد السياسي برمته ... وبالرغم إنها جاءت متأخرة كما يقول الكثير من المحللين والمهتمين بالشأن اليمني والذين عجزوا عن التنبئ بما ستؤول إليه الأحداث في اليمن، لكن في الأخير خرج الرجل من صمته وخوفه و تجاوز الى ماهو أبعد من كل الكلمات الشائكة والمشوهه لغويا ( التُقُدم ، التؤخر ، الحوَّار.. ..الخ ) والتي أعتدنا علي سماعها وتكرارها وسئمنا منه ومنها... بعدها حدد ساعة الصفر وأعتذر للشعب وأعترف بعجزه ووصوله الى طريق مسدود، وألقى هادي قنبلته النوبليه والتي كانت أشد إنفجارا وفتكا من القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما وناجازاكي ، ليس على خصومة السياسيين الداخليين فقط، بل تعدت ووصل تأثيرها ودويها الى ما أبعد من ذلك فقد تعدت الحدود الى الشقيقة وأخواتها وحصل بهم ما حصل من شدة الصدمة ... بل كانت عابرة للقارات . أستغرق هادي لصنع هذه القنبلة ما يقارب الثلاث سنوات ، فلم يعملها من قبل إنس ولا جان لا من شمال اليمن ولا من بلاد العرب ، ولم نعتاد عليها من ذي قبل إما موت او إغتيال او إنقلاب أو بحور من الدماء لمخلوع أو هارب لأي جنرال سلطة ومصاص دماء و ثروة فلا يتركوها إلا كما وصلوا اليها ببحور من الدماء. صدق أو لا تصدق إن نوبلية بن هادي لم تكون متوقعة وأربكت الجميع بدليل إن جميع خصومة أرادوا حكم وإدارة البلد من الظل إبتداءً من تسليم السلطة لأيادي أمينة مع إبقاء خيوط اللعبة بيده ، حيث وجد فيه ظالته ، ولكن سرعان ما خرج من ظله وأنقلب السحر على الساحر، وبنفس الطريقة أراد سيد كهف مرآن مسك جلابيب السلطة و الحكم من الظل ويحل محل رئيس جاء من الظل وعاشق للجلوس في الظل أصلا ً... غير إن هادي استوعب ما يريد خصومه والدور المطلوب منه أن يلعبه بالضبط، حاول التماشي مع الجميع وحاول مسك العصا من الوسط فظل يناور ويناور وأستفاد من تخصصه تفكيك الجيوش والخصوم معاً وأستطاع أن يتخلص من جنرالات الإخوان ومشائخ حاشد وجنرالات عفاش وفرض عقوبات اُمميه على خصومه، ولكن في المقابل كانت الكُلفة باهضة ودفع الوطن والمواطن اليمني فاتورة تفوق طاقتهم ولا أدري كيف حسبها، حيث أعتمد على جلد خصومة وتهديدهم بسوط الخارج وأهمل قوة الداخل ، فقد مكن سيد مرآن بالتوسع وإلتهام المحافظة تلو الاخرى، الى أن وصل الي عِقر داره وتعدى كل الخطوط الحمراء بل الى ماهو أبعد من ذلك. ..وفُتحت شهية السيد بعد أن أصبح هو الأقوى على الأرض بتحالفاته وسقوف مطالبه ترتفع وترتفعٍ ولم يتبقى إلا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلاهه الشيطانية وممارسة الضغط على هادي بكل ما أوتيّّ من قوه لإصدار قرارت جمهورية بتعيين نواب لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وهذه الخطوة كانت كانت سرية للغاية و براءة اختراع تحسب للسيد وقاصمة لجميع خصومة وحلفاءه بل للوطن بأكمله، وإنقلابا على التفاهمات المبرمة مع حلفاءه السريين ، وأدرك الرئيس هادي إنه سيتحول الى (عبدربه مركوز فاضي )كما عرف وهو نائبا لعفاش بدون قرار جمهوري ، وعلى إثر ذلك كان سيتم إسدال الستار لآخر فصول مسرحية إبتلاع الجمهورية والمؤسسة الرئاسية والدولة والبلاد والعباد ... ولكن أتت رياح وقنبلة الإستقالة بما لايشتهيه سيد الكهوف وجميع خصومه ، وفجروا قنبلتهم النوبلية بعد تغليفها بالإعتذار لشعبهم ويعود فضل وبراءة الإختراع له ولرئيس حكومته وهي صناعة جنوبية بإمتياز ...فشكراً لك هادي ...وشكراً لك بحاح !!! ويكفي آنكم احترمتم أنفسكم وأعتذرتم لشعبكم رغم ما قد يرافق ذلك من تداعيات سلبية علي الوطن والمواطن وفراغ دستوري ، ويكفي إنكم أحرجتموهم وأربكتموهم ورميتم الكره في ملعبهم الممتلئ بالوحل والمطبات السياسيه، ليتحملوا مسؤليتهم التاريخية أمام شعبهم الذي سيحاسبهم عن قريب وتداعيات ما سيرتب على تقديم إستقالتكم من إنهيار ما تبقى من كيان الدوله وهم يدركوا تماماً بأنهم مرفوضين ومنبوذين شعبياً وإقليمياً ودولياً مهما تباهوا بقوة السلاح والعتاد ... ويروووونا شطارتهم وسقوفهم العالية الواهية !!!