قول البعض بان المشهد السياسي اليمني غير واضح هو قول غير صحيح. فعلي الرغم من تعقيدات الحراك الداخلي تظل مسارات هذا الحراك واضحة وبما يمكن من التنبئ بمالاتها. بالمجمل يمكن توصيف المشهد السياسي الحالي بمايلي: اولا. المشهد الحزبي: 1- انقسام واضح في بنية المؤتمر الشعبي العام وبما يوكد ان ايام هذا الحزب باتت معدودة. القرارت الفردية الاخيرة لرئيس المؤتمر بالاضافة الي كونة مطلوب للعدالة الدولية كلها تهز وتشل قدرة هذا الحزب علي الاستمرار. 2- حزب الاصلاح لايختلف حالة كثيرا عن المؤتمر الشعبي. فبعد فرار الجنرال العجوز والذي كان يمثل الجناح العسكري للحزب ومقتل كثير من قياداتة السياسية والعسكرية يبدو ان الاصلاحيين في طريقهم للاندثار. 3-ميليشيا انصار اللة او الحوثيين هم الاخرين في وضع غير قوي. فبعد قرارهم بالتوسع وتعاونهم مع الزعيم يبدو ملامح معارضة داخلية قادمة قد تطيح بسيد مرآن نفسة. الحوثيين ليسو في مامن من صراع حوثي-حوثي كنتيجة لديكتاتورية وفردية القرار داخل منظومتهم السياسية. 4- الحزب الاشتراكي ظاهريآ يعتبر هو المنتصر من حالة الارباك القائمة حاليآ. فعمليآ الاشتركيون يمتلكون حصة الاسد وذلك من خلال الحقائب الوزارية ال9 في حكومة بحاح بالاضافة الي تزايد حضورهم في المشهد الجنوبي. علي الرغم من ذلك لازال الاشتراكيون يعانون من ديكتاتورية القرار الداخلي للحزب ومحالة تيار ياسين سعيد نعمان التفرد بصناعة ذلك القرار. ثانيآ المشهد الامني: 1- احلال شبة كامل لميليشيا الاصلاحيين بميليشيا الحوثيين ومحاولة استبدال ممنهج للقيادات الامنية الاصلاحية بعناصر حوثية. 2- تكلفة بشرية باهضة دفعها الحوثيين في محاولتهم التمدد علي الجغرافيآ اليمنية. هذة التكلفة رصدت بشكل واضح في صراعهم مع ميليشيات الاصلاحين في محافظة البيضاء. هذة التكلفة دفعت الحوثيين ليس فقط للتوقف عن محاولة التمدد تلك بل وعقد مصالحات مع غرمائهم الاصلاحين. 3- تشظي واضح لميليشيا المؤتمرين وذلك من خلال انقسامها بين مؤيد وبشكل كامل للسيد وبين بقاء ولائها للزعيم. ثالثآ المشهد الجنوبي : 1- اوضاع شمال الشمال عززت من النزعة الانفصالية في الجنوب واعطت فرصة حقيقة لدعاة فك الارتباط لتاكيد وجهة نظرهم بان العودة الي ماقبل 1990 هو الحل الافضل للخروج من دوامة العنف المشاهد يوميآ. 2- الدفع بخيار الاقليمين علي مستوي اليمن ككل وكما يقول عبدالكريم الارياني يعني انفصال مؤجل وبالتالي يظل خيار فيدرالية الجنوب الي اقليمين هو الاكثر واقعية والاكثر امانآ للبدء بعملية تنموية حقيقة وبعيد عن صراعات الرفاق. 3- تصريحات الرئيس هادي وتاكيدات الخليجيين والامم المتحدة كلها مجمعة علي خيار ال6 اقاليم. في المقابل صراعات القيادة علي مستوي الحراك الجنوبي تجعل الطريق سالك لاعلان الفيدرالية باقاليمها الستة وبدون معارضة حقيقة تذكر. بالمحصلة هناك 3 قضايا لايمكن اغفالها: 1- حتي اللحظة تمكنت قوي الحراك الجنوبي وقوي ثورة التغير من ازاحة قوي النفوذ من مواقع القرار. الحالة التي وصل اليها الزعيم والجنرال الفار والزنداني وبيت الاحمر دليل علي صحة ماسبق. 2- سيد مرأن وجماعتة تمثل مشكلة حقيقة في واقع هذا الحراك. فمن جهة يمثل استمرار تواجدهم في صنعاء عقبة حقيقية امام مسار التغير الجاري في البلد ومن جهة اخري التصدي لهم وهزيمتهم عسكريآ وفي هذة المرحلة قد يقود الي خطر عودة قوي النفوذ القديمة. 3- بالمقابل استمرار الاوضاع علي هذا المنحي يعطي اصحاب فك الارتباط ليس فقط الذريعة للعودة الي ماقبل 90 بل ايضآ الحق والمسئولية للدفع في هذا الاتجاة. بالرغم مماسبق لايوجد ادني شك او جدل بان عملية التغير في البلد قائمة ومستمرة الا ان الجدل القائم هو في سرعة هذا التغير من بطئة وفي طبيعة الكلفة المصاحبة له. ___________________ [email protected]