في احداث المحافظات الشمالية الاخيرة يستغرب المتابع للشآن اليمني من استخدام بعض المثقفين لعبارات ومفرادات علي شاكلة 'سقوط صنعاء' او 'سقوط الحديدة' وكأن هذة المحافظات لم تكن في الاصل ساقطة ومرتهنة ومدارة من قبل بيت الاحمر ومنذو الانقلاب علي بيت حميد الدين في مطلع ستنيات القرن الماضي. وفي الطرف الآخر من اليمن وكما وصفة الكاتب منصور باوادي ''يشهد الجنوب أفضل حالاته مع أن خلاف القادة لم يتزحزح قيد أنملة واحدة, لكن الظهور البارز للحوثي أهدى للحراك فرصة العمر التي لم تكن بالبال أبدا''. بلاشك ومماسبق فان يمن مابعد بيت الاحمر هو افضل حال من يمن بيت الاحمر الا ان التغير الجديد والمتسارع في المشهد اليمني وخاصة وصول الحوثيون الي صنعاء من جهة وتداعيات ذلك علي المشهد اليمني عمومآ والجنوبي خاصة يستدعي التنبة الي جملة من الحقائق: اولا. بلاشك هناك تغير في مسميات مراكز نفوذ القوي فمن محافظات كانت تحكم من قبل ميليشيات الجنرال علي محسن وبيت الاحمر والزنداني الي محافظات تدار من قبل ميليشيات الحوثي. ثانيآ. بالرغم من ضرورة عودة رجال مرآن الي كهوفهم في صعدة الي ان الاستعجال بهذة العودة غبر مستحب. يجب عدم نسيان ان عائلة بيت الاحمر قد استثرت ونهبت خيرات البلد ولاكثر من 52 عام. بمعني اخر ان نفوذ هذة العائلة ومن خلفها الجنرال الفار لاتزال موجودة والحاجة تستدعي استمرار التواجد الحوثي لاسابيع اخري لضمان عدم عودة الجنرال للمشهد مرة اخري. ثالثآ. لايوجد ادني شك بان التغلب علي الحوثيين في المرحلة القادمة اسهل بكثير من التغلب علي بيت الاحمر ومن خلفهم الجنرال الفار. يكفي الاشارة فقط الي ثلاث نقاط ضعف يمكن من خلالها كسر شوكة الحوثيين في المرحلة القادمة: 1- تعاون وتنسيق الحركة مع الزعيم هو اهم ابرز نقاط ضعفها. 2- وجود الحركة في صنعاء هو بمثابة ضوء اخضر للقاعدة لشأن حرب طائفية وبالتالي عودة الجماعة الي كهوف مران سيتحول قريبا الي هدف استراتيجي من قبل كل اليمنين لايقاف هكذا حرب. 3- هناك وعي يتشكل لدي الشارع اليمني بان عودة الحركة الي صعدة وتركها صنعاء سيكون شرط اساسي لبقاء الوحدة وضمان عدم انفصال البلد. رابعآ. من المهم في الفترة الحالية التنبة للخطر الاكبر والقادم من دعاة فك الارتباط. هناك سباق محموم وواضح يقوده فريق فك الارتباط وذلك عن طريق توظيف الاحداث الجارية حاليآ في صنعاء واستخدامها كوسيلة ضاغطة للتسريع بالعودة الي ماقبل 1990. خامسآ. كثير من مؤيدي فك الارتباط مدركون لحجم الصراعات الجنوبية الجنوبية لكن في نفس الوقت مدركون لاهمية اللحظة وعدم اضاعة الفرصة وكما ذهب الية باوادي عندما كتب '' يتطلب من كل أبناء الجنوب وحضرموت بكافة اتجاهاتهم أن يتحدوا لصد غزو التتار الجدد , الحوثيين, وليقدموا مصلحة المنطقة على أي مصلحة أخرى, وليستشعروا فداحة الاستمرار في الانقسام والاختلاف."" بالمجمل اليمن بعد هروب الجنرال وبلاشك هي افضل حال من اليمن قبل فرار الجنرال. الا ان الخشية من امكانية استغلال الاخوة دعاة فك الارتباط لظروف اللحظة والدفع بهذة الورقة وفي هذا الوقت بالذات. وعلية فان اهم احد الوسائل السريعة والناجعة لفرملة هذا الاندفاع نحو الانفصال هو بعطاء الاخوة الجنوبين الدور الاكبر في التشكيلة الوزارية القادمة ومنحهم مزيد من الصلاحيات وبما يرفع روح الثقة عندهم في المرحلة القادمة. __________________ [email protected]