كنت في نقاش مع عدد من الزملاء الإعلاميين والصحفيين حول الأوضاع في اليمن وما وصلت إليه من تدهور ومنزلقات خطيرة يمكن أن تقود البلاد إلى الانهيار، بسبب التصرفات الحمقى لبعض السياسيين المتسلِّطين على مقاليد الأمور في الأحزاب والمكونات والأطراف، ووصلنا إلى نتيجة واحدة أن هؤلاء عفا عليهم الزمن، بل وتجاوزهم، ويجب عليهم أن يتركوا أماكنهم لمن هم أقدر على مواجهة التحديات وإخراج البلد من أزماتها ومشاكلها برؤية جديدة تنطلق من روح الشراكة والتعاون وتغليب مصلحة الوطن العليا، وعدم الارتهان للمحيطين الإقليمي والدولي. عموماً، وفي إطار النقاش، تحدثنا عن التصرفات الحمقى لهؤلاء الساسة الذين صدق فيهم الشاعر العربي حين قال "لكل داء دواء يستطبُّ به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها"، ولأن الحماقة مأخوذة وبحسب قواميس اللغة العربية من حمقت السوق إذا كسدت، فكأن الأحمق كاسد العقل والرأي، فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب، لهذا فإن الحُمق يقود صاحبه إلى الهاوية، وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه بسبب تحكم هؤلاء في مصائرنا. تذكرت ونحن نتحدث في الموضوع أن وضع اليمن مع هؤلاء السياسيين مثل حكاية الصياد الذي سمع عن أرنب في الوادي لم يستطع أحد صيده، فأخذ بندقيته واتجه لصيد الأرنب ليثبت أنه صياد ماهر، وحينما وصل إلى الوادي وجد الأرنب نائماً فقام بربطه وحمله فوق ظهره، وقبل أن يصل إلى المدينة حدث نفسه بأن أحداً لن يصدقه بأنه اصطاد الأرنب لأنهم عندما يشاهدون الأرنب لن يجدوا آثار أي رصاصة من البندقية، وبالتالي فقد قرر أن يقوم بربط الأرنب إلى إحدى الأشجار ويرميه بالبندقية حتى يحدث أثراً فيه ليصدقوه أنه اصطاده، وعندما أطلق الرصاصة جاءت في الحبل فانقطع واستيقظ الأرنب وهرب من يد الصياد، وحاول الصياد أن يطلق الرصاص على الأرنب لكن عبثاً، وما زال يحاول إلى الآن، وهو ما ينطبق على هؤلاء الناس الذين أرادوا أن يثبتوا للعالم أنهم خبراء في السياسة وصيادون مهرة لكنهم أضاعوا البلاد، وربما يظلون يطلقون الرصاص هكذا، لأن الأرنب هرب منهم ولن يعود، ونحن نطلب منهم أن يتركوا العمل وسيأتي صياد ماهر يمسك بالأرنب ويعيد الأمور إلى نصابها في البلاد . اليمن اليوم