مما لا شك فيه أن سيطرة المليشيات المسلحة على مقدرات البلاد جاء نتيجة استغلالها فرص عديدة لعل من أهمها ضعف قدرات الرئيس، ومحدودية مهاراته القيادية والاجتماعية والسياسية وحتى العسكرية . إن غالبية الشعب اليمني وقفت مع الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالإضافة إلى الدعم الأقليمي الواسع، وكذا المجتمع الدولي، لكن المشكلة أن الرجل ليس لديه المهارات القيادية، ولا يمتلك من الصفات النفسية والاجتماعية والسياسية التي تؤهله لمثل هذا المنصب، وخاصة في مثل هذه الأوضاع التي تمر بها اليمن، وما كان لهذه الأوضاع أن تصل إلى ما وصلت إليه لولا قدرات الرجل المتدنية، ومهاراته المتواضعة جداً، ولذا أدركت جماعة الحوثي أنها أمام فرصة ثمينة جداً لا تعوض، رئيس لا يمتلك من المهارات سوى ربط الكارفته وقضم الشفاه، لذا وجدت فرصتها في الانقضاض على الدولة، والسيطرة على جميع مفاصلها، وهي تسارع الخطى، وتغث السير خوفاً مما ستفرزه الانتخابات التي ربما تأتي برئيس قوي ومسيطر، وعندها لن تتمكن من عمل أي شيئ . لذا أعتقد أن أفضل حل لمثل هذه المشكلة - وخاصة أننا أمام خطوات لا بد منها تتمثل في الاستفتاء على الدستور، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية - هو اختيار نائباً للرئيس يتمتع بسمات قيادية واجتماعية وسياسية عالية، ولديه كارزما وقدرة على التحرك واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، تكون مهمته إيقاف التدهور الحاصل في الدولة، ومحاولة إخراج اليمن من هذا النفق المظلم . الفرص العديدة التي هي الآن بيد الرئيس والسخط العارم من جماعة الحوثي، والسقوط الأخلاقي المريع، والتذمر الحزبي الواسع، ورفض غالبية الأقاليم لهذه الأساليب الهمجية، الفوضوية التي تعود إلى ما قبل التاريخ، والتفاف دول الإقليم بشكل أشد من ذي قبل، وكذا المجتمع الدولي والأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا ، كل هذه الأوراق سوف تبدد الواحدة تلو الأخرى في ظل هذه القيادة البطيئة المشلولة، وليس أدل على ذلك الضعف أن الرئيس من يوم أن فلت من قبضة الحوثي في 21/فبراير وحتى اليوم لم يتمكن من الظهور أمام الشعب المتلهف لسماع صوته، لم يستطع أن يخاطب هذه الجماهير الغاضبة التي هي اليوم أكثر استعداداً من أي وقت مضى أن تفدي اليمن بأرواحها وأموالها ودمائها . نحن نناشد في الأخ الرئيس وطنيته ووحدويته وحبه لليمن، نتمنى منه أن يعوض الخسارة الشعبية الهائلة التي فقدها، وأن يكون شجاعاً أمام نفسه، وأمام الملايين التي انتخبته، أن يصارح الشعب بضعفه، وقدراته المحدودة، وأن يكون رجل دولة لا أشبه بالعجائز، وأن يختار له نائباً يدير البلاد، ويوقف هذا التدهور، ويخرجنا من هذا النفق المظلم، أما إذا كان للرجل أهداف أخرى غير وطنية، وغير وحدوية، ولديه أجنده مختلفة عن الأجندة التي يسعى إليها غالبية الشعب اليمني فعند إذٍ الموضوع مختلف . [email protected]