أعطوني جنوبياً واحداً قام بتفيّد ونهب سنتيمتر واحد في الشمال، وسأعطيكم آلافاً من المشائخ والفنادم وكائنات زعيط ومعيط الشمالية عملوها بكل استرخاء في الجنوب «وما يزالون يتناسلون - من تحالف مؤتمري إصلاحي إلى تحالف مؤتمري حوثي - لأجل إعلاء مهمتهم المقدسة». على أنها المعضلة الكامنة في سلوك متأصّل يظل عصياً على التغيير بالرغم من كل ضروريات التغيير، وهو للأسف قد أصبح سلوك الوسيلة الوحيدة لتحقيق الذات والوجود لدى فئة كاسحة من مراكز النفوذ والهيمنات غايتها التمايز عن الشعب «شمالاً وجنوباً»، إضافة إلى وجوب عدم الإحساس بالخطيئة لا من قريب ولا من بعيد، بينما رؤيتها للشراكة وللمدنية وللقانون وللحقوق، أن يكون كل ما دونها تابعاً ومهاناً وتعيساً وبلا ذاكرة بحيث لابد أن تتكثّف مهمة الشعب الجليلة – كما ترى - في شكرها آناء الليل وأطراف النهار على نعمة نظامها المركزي الهمجي الاحتكاري القاهر، والتصفيق له في كل شاردة وواردة. أما إذا غضب الشعب «هنا وهناك» ف طز فيه، كونه حينها شعب قيم مغلوطة وبحقد اجتماعي أو طائفي، بل ويريد أن يدخل هذا الوطن «المعطاء» في متاهة لا تليق. [email protected] "الجمهورية"