لا يجب التعاطي مع هذه الأحداث التي ستحدد مصير المنطقة للقرن القادم أنه فقط دحر الحوثي وإنقالبه الرخو في اليمن، او عن وقف النفوذ الإيراني في المنطقة... انظروا فقط وزير خارجية إيران أين وماذا يفعل ومع من "هو يجتمع ويتحاور مع دول 5+1 _دول مجلس الأمن بالإضافة لألمانيا_" بشأن ملف إيران النووي والمحادثات أخذت طابع جديد حيث نلاحظ تحسن العلاقات الإيرانية مع المجتمع الدولي... أين العرب من هذه النقاط الجوهرية؛ ينشغل العرب بضرب نفوذ إيران وأدواتها بينما إيران نفسها تصنع نفوذ جديدة وبطرق مختلفة، مضمون خطاب إيران مع الغرب تثبت وجود نقلة على مستوى العلاقات الإيرانية الخارجية سواء كانت هذه النقلة ستصب في مصلحتها ام لا؛ وتقوقع للعلاقات العربية على عكس ما يظهره الإعلام العربي "السعودي والمصري بالذات" لم يجتمع وزير خارجية عربي مع وزراء خارجية الدول العظمى لأي قضية عربية بل أن العرب يستجدوا مجلس الأمن لإدراج قضاياهم ضمن اجتماعاته الدورية!... فقط تذكروا محمود عباس وهو يناشد العالم بأن يتم تحديد موعد للتصويت لصالح إعطاء فلسطين عضوية غير كاملة! أعتقد ان ما يدور أكبر من مجرد ضرب اليمن وهنا اقول أعتقد من الإعتقاد الجازم؛ قد يكون تسلسل الأحداث غير متجانس من دعم كل الثورات للإطاحة بها بأنظمة لا تمثل الجيل السابق ولا تمثل الثورات العربية؛ راجعوا اليمن كانت القوى التي تم الإطاحة بها على الشرعية المنبثقة من حدث تزامن مع قيام الثورة وليس من الثورة نفسها هي جماعة الحوثي ولكن بدعم من صالح، في مصر كان هناك شرخ واضح في قوى المجلس العسكري الذي تم إقالتهم وتحديد صلاحياتهم رغم أنهم أصحاب أكبر خطة سياسية شهدتها المنطقة للإطاحة بنظام سياسي واستطاع طلائعهم "السيساوين كما يُصفون" ان يصعدوا للسلطة على أكتاف شيوخ المجلس العسكري الذين يُعتبر الشاب منهم بالعقد السادس من عمره؛ هذا تكرار لما حدث في اليمن فجماعة الحوثي لم تكن ذات ثقل لكي تسيطر على كل هذه المناطق وكل مؤسسات الدولة لكن نظام صالح داعم أساسي وتعجرف أحزاب اللقاء المشترك بوقتها وركوبها على ثورة الشباب ساهموا في جعل هذه الجماعة تنظيم إستطاع أن يسقط العاصمة بيوم وعجز عن إدارتها لدقائق... سوريا لا تُستثن من كل ما سبق لكن لأسباب تتعلق بالتعقيدات التي طرأت على الشام منذ 2011 وحتى من قبل ذلك بحرب العراق _التي بنظري لا تزال قائمة ولكن بطرق وأشكال مختلفه_ كانت الأحداث فيها ذات خصوصية واختلاف عن باقِ المنطقة رغم تأثيرها بشكل عام على الوطن العربي نظراً لثقل سورياوالعراق بالوطن العربي، وأصبحت هذه الدولتين تسلك منهج مختلف عن باقِ الدول العربية بخطة دولية ولاعبين دوليين، بينما اليمن وحتى البحرين ظل اللاعبين الأساسيين إقليميين رغم وجود احتضان دولي بكل الأحوال. ليبيا هي الآخرى لا أستطيع استثنيها لكن مجريات الأمور فيها تسلك نمط لا استوعبه إطلاقاً، الأحداث الأخيرة وإقالة الحكومة بدون مساءلة، كما اننا نفقتر للمعلومات والوعي بالتركبية الاجتماعية الليبية المعقدة رغم نسبة السكان الصغير نسبة لمساحة ليبيا... بالعودة لليمن سأذكر نقاط بشكل مقتبس وإضافات مني سبق وذكرها الدكتور أحمد القصير بإحدى منشوراته التي يهملها كثيرون رغم دقتها. _ كان الطرفان _ صالح والحوثي_ أعداء من قبل أمام الكاميرات لكنهما تحالفا امام الكاميرات لإسقاط صنعاء، ويقومان الآن بعمليات عسكرية وحشية وابادة ضد محافظات خاصة الجنوبية الضالع ولحج وغيرها من المدن بالقرب من عدن. _ يستخدم صالح جيش اليمني الذي حوله منذ عقود إلى جيش تابع له شخصيا وابنه وعائلته. _ لا ننسى أن على عبدالله صالح قام بعد حرب عام 1994 بتسريح جيش اليمن الجنوبي وحصل تدمير منهجي على كافة الأصعدة للجنوب شعباً وموارد وأرض؛ في أعقاب ذلك تنازل نظام علي عبدالله صالح بشكل نهائي للسعودية عن عسير وجيزان ونجران اليمنية. _ ازدادت معاناة الشعب اليمني بتدخلات إقليمية علاوة على الضربات السعودية الأخيرة ضد الحوثيين وضد صالح التي لا تستثني المدنيين والمنشآت خدمية كالمصانع ومحطات الوقود وغيرها... وتدخلت السعودية ضد صالح الذي لم يستمر في الحكم لعدة عقود إلا بدعم منها . _الجهات التالية هي التي كانت حليفة لنظام حكم علي عبدالله صالح لثلاثة عقود أولا السعودية التي كانت تدعم صالح شخصًا وتقوم بتمويل القبائل الداعمة لحكمه ومن أبرز زعماء تلك القبائل قبائل حاشد التي ينتسب إليها . ثانيا جماعة الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" وكافة قادته. رابعاً أمريكا. "هذه هي الجهات الرئيسية التي ساعدت بقوة وبالسلاح في استمرار علي عبدالله صالح في الحكم أكثر من ثلاثين عام ونهب الثروات البلد" _لابد من التذكير أيضًا أن نظام على عبدالله صالح هو الذي زرع تنظيم القاعدة في اليمن بقبول سعودي التي استعملت اليمن كحاضن لإرهابيها. _ كل من الحوثي وعلى عبدالله صالح والسعودية والغرب لا يريدون وجود دولة يمنية ثابتة موحدة وعملوا على تفتيتها. _الحوثي وصالح والإخوان لا يعترفون بمبدأ المواطنة. _الحوثيون جماعة سكانية صغيرة تنتسب الى مكان في صعدة، ويتلقون الدعم من ايران، ويريدون صراحة إقامة دولة إسلامية يتولى رئاستها شخص من آل البيت "ابن بطنين". _ لن تتوقف المذابح والقتل والتدمير ولن توجد دولة يمنية بدون أن يتم نزع سلاح جماعة انصار الله الحوثية وجميع الميليشيات ورفع الحصانة عن علي عبدالله صالح التي فرضتها المبادرة الخليجية التي أجهضت ثورة الشباب اليمنيين ضد حكم عبدالله صالح، وتعتبر تلك المبادرة مقدمة للتدخل السعودي الحالي. _هناك احتياج عاجل لانقاذ اليمنيين من القتل في كافة انحاء اليمن وبشكل خاص في محافظاتلحج والضالع وفي عدن. الدكتور القصير أهمل التدقيق بالتدخل الإيراني في اليمن الذي تغير ويتغير باستمرار والعلاقات الخارجية الإيرانية... فأصبحت جماعة الحوثي الآن مجرد ورقة بيد إيران للتفاوض مع المجتمع الدولي "بتصوري سيتم خلال هذه اليومين استغلالها مع قرب الانتهاء من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني".