في هذا المقال سأتحدث عن مدينة عدن وعندما نتحدث عن عدن نتحدث عن عدن الحضارة عدن المدنية والسلمية ، وعن عدنالمدينة التي اشتهرت منذ الازل بأعلامها من شعراء وعلماء ، لكن في هذا المقام لن اتحدث عن اهمية عدن ولا عن جمال عدن ولا عن حضارة عدن ولا عن مميزات هذه المدينة ، سأدع الحديث في هذا الشأن للمؤرخين وللمهتمين بهذه الجوانب ، ولكن الحديث هنا عن الخيانة العظمى التي تعرضت لها مدينة عدن ، فقد تعرضت مدينة عدن لأكبر الخيانات في تاريخ اليمن الحديث ولعل ابرز هذه الخيانات هي الخيانة الاخيرة التي تعرضت لها مؤخراً ، فقد تُركت عدن وحدها تواجه مصيرها بدون اي مساندة أو دعم لا ممن يدعون أنهم يحافظون على الشرعية ولا ممن يدعون أنهم ملتزمين الحياد ، حتى الجيش الذي يعول عليه الحفاظ على مدينة عدن كان هو من اسقطها لتكن عدن وجبة سهلة في ايدي المليشيات ، ومن المعروف لدى الجميع أن الجيش التابع للمخلوع هو من خان عدن ، وذلك لأن ولاءه ليس للوطن وإنما كان ولائه للرئيس المخلوع الذي تحالف مع المليشيات الحوثية من اجل الانقلاب على الشرعية واجتياح المدن اليمنية مدينة بعد اخرى . إن ابناء عدن وهم يذودون عن مدينتهم اثبتوا مدى حبهم الكبير لمدينتهم وذلك بصمودهم واستبسالهم في وجه الحلف الحوثي عفاشي ، فقد ابلوا بلاءً حسناً في التصدي للمليشيات رغم الخذلان الذي تعرضوا له ورغم الحصار الذي فرض عليهم من قبل المليشيات ، وكذلك رغم شحت الامكانات القتالية التي يحتاجون إليها من اسلحة ثقيلة وخفية ، خاصة وأن خصمهم يمتلك اسلحة حديثة اخذها من مخازن الدولة ليوجهها بعد ذلك في صدور ابناء وطنه العزل ، إن المتأمل في الاحداث التي تشهدها مدينة عدن سيرى حجم الجرائم التي تعرض لها ابناء عدن من قبل الحلف الحوثي عفاشي وسيستشف مدى التضحية من قبل ابناء عدن البواسل ، وسيرى ايضاً مدى الهجمة الشرسة التي تعرضت لها مدينة عدن من قبل المليشيات ، وهنا تجدر بنا الاشارة إلى من ينتقدون التدخل العربي ومن يتباكون على السيادة ، إذا عندكم ذرة من الوطنية فلماذا لا تنتقدون قتل الابرياء السلميين اطفال ونساء كبار وصغار ، لماذا تغمضون اعينكم عما تقوم به المليشيات إنكم اليوم بهذا السكوت والتغاضي تخونون وطنكم وتؤيدون استمرار العبث بدماء الابرياء . عدن بسلميتها وحضارتها تتعرض اليوم لأبشع أنواع القصف والتدمير من قبل الحلف الحوثي عفاشي ، اللعنة كل اللعنة على من يدعون أنهم غيورين عن الدماء اليمنية وهم ينظرون اليوم لإخواننا في عدن يتعرضون للقصف والتدمير وهم يتحدثون عن السيادة وعن تدمير السلاح ، لقد اعمى التعصب ابصاركم فصدق فيكم قول الشاعر : لعمرك ما الابصار تنفع اهلها .. إذا لم يكن للمبصرين بصائرُ . حماكِ الله يا عدن البطولة والتضحية والصمود ، تحية اجلال لشبابك الصامد في الميادين ، ولا عاش من خانك يا عدن .