في ظل الحروب والازمات التي تواجه العديد من الدول والشعوب , يبرز على السطح في بعض هذه الدول نوع خاص من البشر , فقدو ضمائرهم او باعوها بثمن بخس لتحقيق مكاسب مادية خاصة بهم , نظير قيامهم بأعمال وممارسات سياسية او تجارية غير اخلاقية وغير شرعية او انسانية , تعتمد على استغلال الاحداث والظروف السيئة والصعبة التي تواجه الدول والشعوب في اوقات الحروب والازمات . ومن ابرز تجار الحروب وصناع الازمات اليوم اعلاميين ومثقفين وسياسيين يتصدرون واجهة الاحداث على مختلف القنوات الاعلامية كمحللين ومعلقين على مجريات الاحداث وتوجيهها بما يخدم مصالحهم واهداف من يستضيفهم على هذه القنوات او يمولهم ويتكفل بدفع نفقات معيشتهم واقامتهم , حيث يقيم معظم هؤلاء خارج البلاد وفي فنادق راقية بعيدا عن ويلات الحرب ومعاناة البسطاء من اثارها التدميرية . ويسهم هؤلاء الصنف من التجار وصناع الازمات من خلال كتاباتهم وتحليلاتهم وتعليقاتهم عبر وسائل الاعلام في إشعال نيران الحرب وتمديد نطاقها وتعظيم تأثيراتها السيئة على مختلف مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ومن ابرز تجار الحروب وصناع الازمات اليوم رجال اعمال واصحاب محلات ومراكز تجارية متنوعة, يستغلون تدافع الناس لتأمين احتياجاتهم من بعض السلع كالمواد الغذائية خلال فترة الازمة او الحرب , فيقومون بإخفاء هذ السلع لبيعها في السوق السوداء بأسعار عالية وتحقيق مكاسب خيالية من ورائها دون ادنى شعور بالمسؤولية او مراعاه لظروف الناس وخصوصا الفقراء وذوى الدخل المحدود في المجتمع , ويعد هؤلاء الفئة من التجار وصناع الازمات اشد خطرا في نظري على ابناء المجتمع من الفئة السابقة ,وذلك بحكم تأثير ممارسات هؤلاء الفئة من تجار الحروب وصناع الازمات بشكل مباشر على حياة الناس ومعيشتهم في ظل الظروف الصعبة والسيئة التي تواجههم اثناء الحروب والازمات الناتجة عنها . وفي ظل الاحداث والظروف السيئة التي يشهدها وطننا الجريح اليوم نجد ونلمس تأثير تلك الفئات عديمة الضمير من تجار الحروب وصناع الازمات . سواء من خلال العديد من وسائط الاعلام كمثيري حرب ودعاة فتنة وفرقة وشتات بين ابناء هذا الوطن الواحد , او على ارض الواقع وفي الاسواق من خلال اخفاء السلع ورفع اسعارها وصناعة الازمات الخانقة في العديد من السلع الغذائية والاستهلاكية الضرورية , ولا شك ان تجار الحروب وصناع الازمات في بلادنا اليوم يسهمون بشكل مباشر او غير مباشر في ازهاق العديد من الانفس البريئة , واراقة الدماء اليمنية على الارض اليمنية . بأفعالهم وتصرفاتهم البعيدة كل البعد عن قيمنا وتعاليم ديننا الاسلامي , والبعيدة ايضا عن كل المعايير والقيم والاعراف الاخلاقية والانسانية . وختاما اقول لكل تجار الحروب والازمات في بلادنا اليوم , اتقوا الله في وطنكم وابناء وطنكم , واعلموا ان ما تقومون به اليوم من افعال وممارسات تضر بالوطن وحياة ومعيشة ابنائه سوف تنقلب وبالا عليكم في حياتكم وحياة ابنائكم مستقبلا , وسوف يحاسبكم الله عنها وعن كل قطرة دم يمنية سقطت على هذه الارض الطيبة نتيجة ما اقترفته ايديكم والسنتكم من اعمال واقوال ساهمت في اشعال نار الفتنة وتفاقمها وضياع الوطن ومصير ابناء الوطن . حماك الله يا وطني الحبيب من كل الأزمات والفتن , وطهر الله أرضك الطيبة من كل تجار الحروب وصناع الازمات ومن كل الحاقدين والظالمين والجاحدين والخونة والعملاء والمنافقين والفاسدين والمتآمرين لتبقى يا وطني الحبيب نقياً صحيحاً, قوياً موحداً, تحمل بذور الخير والسلام والمحبة لكل الدنيا, ولتظل يا وطني الحبيب البلد الطيب الذي قال عنه ربنا العظيم في كتابه الكريم «بلدة طيبة ورب غفور» ومنبع الإيمان والحكمة كما قال عنك نبينا الكريم علية الصلاة والسلام: "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية". وحسبنا الله ونعم الوكيل =======*أستاذ التسويق المشارك / جامعة تعز [email protected]