كتب الله علينا نحن اليمنيين ان تلفظنا كل بلدان الارض دون استثناء عدا شقيقتنا الصغرى جيبوتي هذه الدولة الصغيره التي لم نعرف قيمتها الا بعد ان ابتلينا بهذه الحرب الاهلية الاقليمية الرهيبة .. انا شخصيا زرت سابقا اكثر من خمس وعشرين دولة مختلفة حول العالم ولم افكر مطلقا في ان ازور جيبوتي التي تبعد عن تعز اقل من نصف ساعة بالطائرة حتى حل بنا ماتعلمون من بلاء واردت السفر لظرف طارئ للخارج وفوجئت باني كيمني ممنوع علي السفر الى كل بلدان المعمورة تقريبا ولما اكثرت من السؤال نصحني بعض الاخوه بالسفر بالزعيمة الى جيبوتي ومنها اواصل رحلتي الى مقصدي فتوكلت على الله وركبت الزعيمة 19 ساعة متتالية حتى وصلت الى ميناء جيبوتي وعند وصولي رأيت من المتناقضات ماجعل الدموع تفر من عيني رغما عني .. رأيت مئات النساء والاطفال والكهول يصلون يوميا الى ميناء جيبوتي في حالة يرثى لها من الاعياء والتعب والجوع في نفس الوقت ورأيت في الوقت ذات صعوبة الوضع على الاشقاء في جيبوتي الذين لم يتعودوا على مثل هذه الاعداد الكبيرة من النازحين اللاجئين اليهم ورأيت ارتباكهم ولكني احترمت طيبتهم وعفويتهم في التعامل مع كل هؤلاء الافراد ،، رأيت المتطوعين يوزعون المياه البارده على الجميع ثم الوجبات الجاهزه للاسر والحلويات للاطفال ،، رأيت موظفي الجوازات يداومون حتى فجر اليوم التالي وبرحابة صدر يتعاملون مع كل النازحين حتى يكملون معاملات الجميع في الوقت الذي حاصرتنا فيه شقيقاتنا الكبرى جميعها ومنعت دخولنا اليها بعد ان كنا ندخلها بطريقة عادية دون تأشيرة على مدى العقود السابقة وكما يقولون اذا وقع الثور كثرت سكاكينه ... فبارك الله لاخوتنا في شقيقتنا الصغرى جيبوتي في بلدهم وارضهم وجزاهم عن اليمنيين خير الجزاء