قبل ايام وانا على ظهر حافلة عامة ،استمعت لبرنامج اذاعي خصص لمشاركات " مستمعيهم" عن مؤتمر جنيف وراهن الاوضاع العامة ، لفت نظري احدهم وهو يطلق على وزير الخارجية اسم " رياض خان" بدلا عن "رياض ياسين"، طبعا بقصد التشكيك بأصول الرجل وبأنة ذو اصول هندية، وهي اساءة تقليدية الف عليها البعض في الانتقاص من ابناء الجنوب وعدن تحديدا.وبدلا عن قيام مقدم البرنامج وضيوفة بتجاوز الاساءة من خلال تنوية ما كونهم على الهواء وعبر اذاعة المفترض انها رسمية ، ذهب الجميع في نوبة ضحك مبتذلة ، لكأن المتصل قال شيئا يستحق مابدو علية من التكلف والتعليقات المصاحبة . اذا لقد وصل الامر الى المستوى الرسمي وبما يقدم الحوثيين على انهم مجرد " شوية عيال" ولا علاقة لهم باءدارة الدولة. حين غادر " ذو يزن" – لاسامحة اللة- الى فارس بغرض طلب العون العسكري للتمكن من طرد ابناء عمومتنا وجيراننا وانسابنا الاحباش ، او ماسمي بالاحتلال الحبشي لليمن ، استجاب لة كسرى من خلال ارسال جيش عرمرمي ، جلة من المساجين المحكوم عليهم بجرائم مختلفة . وبحسب المصادر التاريخية وبعد طرد الاحباش، فاءن ( 16الف) من الجيش الفارسي فضلوا البقاء في اليمن ، بعد ان تمكنوا بهذا العدد من الانقلاب على " ذو يزن" وحكم البلاد الى ان جاء الاسلام واعلان " باذان" اسلامة. من المهم هنا الاشارة الى ان العدد المشار الية انفا ، شكلوا جذر واصل مايطلق عليها بالسلالة " الهاشمية" في اليمن ، بمعنى انهم لاينتموا لاي من القبائل اليمنية الاصيلة ( بكيل وحاشد ومذحج وحمير)، وهو مايدفع بهؤلاء على الدوام الى القيام باسقاط عقد انتسابهم الفارسي على عباد اللة . اللافت ايضا ، انهم ظلوا اوفياء لسلوك اجدادهم وامتدادا وفيا لهم ، وهو مايفسر استمرار وتجذر ثقافة الفيد والنهب والقتل وقطع الطريق كما يحدث اليوم. حقيقة لاأدري لماذا يهتم الناس بالانساب والاصول والى هذه الدرجة ؟ ولماذا يعكسوا هذه المسألة على التراتيب الاجتماعية وحتى الحق في ادارة الدولة. لاسبيل امامنا اذا، سوى العمل الجماعي على بناء دولة المواطنة ، القائمة على النظام والقانون والحقوق والواجبات المتساوية ، وان يحتكم الناس في النهاية الى نتائج الصناديق ، وليكن بعد ذلك كل منا مايشاء من التوجهات السياسية وحتى الدينية بالنسبة للمهتمين بقضايا ( الضم والسربلة) والمسائل المذهبية عموما