في سابقة هي الأولى من نوعها للتصعيد في ملف العلاقات الخارجية ضد إحدى الدولة العربية، تحصل في ظل العهد الجديد للعراق، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب (البرلمان) الشيخ همام حمودي، إلى فتح مقر لجماعة الحوثي اليمنية المعارضة في بغداد، ردا على موقف النظام اليمني باحتضان عدد كبير من أعضاء حزب البعث، وممن اعتبرهم «أزلاما» للنظام السابق، الذين يسعون حسب مصدر مقرب من حمودي، إلى «تشكيل تنظيم معارض ينتهج سياسة العنف ضد الحكومة العراقية والعملية السياسية القائمة منذ أبريل عام 2003». وقال المصدر ل «الرأي»، طالبا عدم كشف أسمه، «ان دعوة حمودي تأتي في سياق التعامل بالمثل مع الدول العربية أو الأجنبية التي تحتضن معارضين للنظام الديموقراطي الجديد في العراق، يحاولون تشويه صورة الدولة العراقية ويعملون على عرقلة الانجازات والتحولات الديموقراطية التي تحققت ما بعد سقوط النظام السابق». دعوة حمودي، وهو أحد القيادات البارزة في «المجلس الاسلامي الاعلى العراقي» بزعامة عبد العزيز الحكيم والمقرب من ايران، تقرأ من المراقبين للشأن العراقي «على انها ورقة ضغط تمارس ضد اليمن والدول التي تحتضن معارضين للدولة العراقية الجديدة، من أجل اجبار تلك الدول للتخلي عن تلك الجماعات المعارضة، وعدم السمح لها بتنفيذ نشاطات معادية للعراق». المستشار الاعلامي لرئاسة البرلمان عمر المشهداني، أكد ان دعوة حمودي تأتي في اطار التصريحات الشخصية التي تعبر عن توجهات فردية غير رسمية، ولا يمكن القياس من خلالها الموقف الرسمي للبرلمان او الحكومة التي تمثله وزارة الخارجية. وصرح ل «الراي»: «نحن في رئاسة البرلمان، لم يصلنا اي شيء رسمي بهذا الموضوع، وليس لدينا اي معلومات عنه، وتصريح النائب عبارة عن تصرف شخصي، او من الممكن ان يعبرعن وجهة نظر كتلته النيابية، وهو نائب يتمتع بالحصانة يكفل له الدستور حق التعبير عن ارائه الشخصية». وحول إمكانية أن تخلق هذه الدعوة تصعيدا في العلاقات بين البلدين، قال: «انا اعتقد ان الموضوع لا يعدو اكثر من تصريح إعلامي، والموقف الرسمي للدولة العراقي يأخذ من وزارة الخارجية، وهي البوابة الديبلوماسية للبلاد، رغم صدور مثل هذه الدعوة من عضو في لجنة العلاقات الخارجية دخل البرلمان».