عندما احتلت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح مديرية صرواح إبريل الماضي، كانت تهدف بذلك إلى اجتياح محافظة مأرب النفطية، والتقدم إلى محافظتي حضرموت والمهرة لإحكام السيطرة على حقول النفط والغاز، والمنافذ البرية وكافة الأراضي اليمنية حتى حدود سلطنة عمان شرقاً . ولكن بفضل الله ثم بفضل صمود رجال المقاومة ومساندة الأشقاء العرب بسلاح الجو، عجزت مليشيا الانقلاب إكمال مخططها، إلا أنها ظلت لأشهر تهاجم محافظة مأرب من مديرية صرواح الواقعة غرب المحافظة، لكن دون أن تحقق أي هدف سوى حرب استنزفتها طويلاً وأنهكت كافة قوامها العسكري . ظلت مليشيا الحوثي وصالح لديها بصيص أمل في التقدم باتجاه مدينة مأرب، متخذة من صرواح منطلق عسكري لعملياتها القتالية تجاه مركز المحافظة، واستمرت في ذلك لأشهر حتى وصلت قوات الردع العربي إلى منطقة صافر شرق مأرب أواخر اغسطس المنصرم، حينها تيقنت مليشيا الانقلاب أن وجودها بصرواح لم يعد منطلق عسكري للتقدم شرقاً باتجاه مركز محافظة مأرب وحقول النفط . وبعد أن أصبح يقين جازم لدى تلك المليشيا وقادتها المخلوع صالح وعبدالملك الحوثي قادة الانقلاب أن صرواح لم تعد قاعدة هجوم عسكري، بل تحولت إلى خط دفاع، ليس عن مديريتي صرواح وحباب التابعتان لمحافظة مأرب، ولكن خط دفاع عسكري أخير عن العاصمة اليمنية صنعاء، للحيلولة دون انتقال المعارك إليها . حينها لم تتوانى المليشيا الانقلابية في اتخاذ كافة الوسائل الدفاعية اللازمة، بعد يقينها بعجزها الكامل في الهجوم والتقدم والتوسع باتجاه مأرب، فأقدمت على اتخاذ كافة وسائل الدفاع العسكري خلال الأسابيع الماضية، من حفر للخنادق والكهوف، ومن بناء للجدران الواقية والمتارس الحصينة، ومن تغطية للمعدات العسكرية بالأشجار والأقمشة، واتخاذ كل ما يضمن سلامة الجنود والعتاد من مقاتلات الأباتشي والإف 16 . وتخندقت جيداً في الجفينة والفاو والمنين والبلق الغربي ووادي السد وتبة المصارية وتبة الدفاع والطلعة الحمراء، واستماتت طويلاً بتلك المواقع غرب وجنوب مدينة مأرب . ولم تكن استماتت مليشيا الانقلاب بتبة المصارية من أجل البقاء في صرواح ذات الأرض الجرداء القاحلة، المغطاة بالصخور السوداء البركانية المتفحمة ولكن للحيلولة دون انتقال المعارك إلى صنعاء، كون صرواح تمثل خط الدفاع الأخير عن صنعاء، والانهيار في صرواح يعني انتقال المعارك من مأرب الى صنعاء مباشرة، كونه الانهيار الذي لا يمكن تداركه، نظراً لقصر المسافة بين صرواح وحدود صنعاء الشرقية . وبهذا ستنتقل المعارك مباشرة من صرواح إلى حباب، ومن ثم إلى مديرية خولان، ومنطقة جحانة التابعتان لصنعاء، والواقعتان في جهة الشرق على الحدود مع مأرب المحاذية لصنعاء . ويُعد التقدم الذي حققته المقاومة مسنودة بقوات الجيش الوطني والردع العربي ومقاتلات الأباتشي، اليوم الاثنين، الذي نقل المعارك إلى مركز مديرية صرواح عقب السيطرة الكاملة على الطلعة الحمراء والزور والمنين والفاو، يعد انهيار خط الدفاع الأول عن صنعاء، الذي نصبته مليشيا الحوثي وصالح بصرواح . وبعد انهيار خط الدفاع الأول عن صنعاء، المتمثل في انهيار مليشيا الحوثي وصالح بصرواح، بات من الممكن الحديث عن تحرير صنعاء واستعادتها، وإنهاء تمرد وانقلاب الحوثي والمخلوع صالح . [email protected]