بعد اعلان داعش مسؤليتها عن استهداف مقري الحكومة والتحالف في عدن ، هل يحتاج اليمنيين لما هو اكثر من هذا الوضوح ، لتأكيد علاقة علي صالح بالجماعات الارهابية من ناحية ، وزيف ادعاء " القمائم التاريخية" بمحاربة " الدواعش" من ناحية اخرى!؟. بقليل من العقل والحياء لاأظن ذلك. ماحدث يمثل امتدادا لتاريخ طويل ، ظلت الجماعات المتشددة واحدة من اهم اوراق صراعاته ، واحد اهم اذرع المخلوع في الانتقام من الخصوم والناس والبلد عموما ، بغض النظر عن المألات التي قادتنا وتقودنا اليها هكذا علاقة قذرة وغير مسؤلة ، لرئيس دولة كان يفترض به وبحكم موقعه ان يبدو على نحو مختلف ، بما في ذلك وهو في موقع الرئيس السابق او المخلوع ، على الاقل شعورا بجميل تمكنه من اختلاس (60) مليار دولار ، من قوت وعرق شعب يرزح اغلب افراده تحت خط الفقر ، ناهيكم عن الاموال المنهوبة من قبل افراد عائلته وكل من عمل معه طوال 33 عاما من الفساد والتدمير الممنهج للدولة والمجتمع . هل نعيد للاذهان بعض الجرائم والتي حضرت فيها القاعدة لصالح المخلوع!؟ هل نذكّر بما قاله القيادي المصري في القاعدة عبر شاشات التلفزيون ، حين ظهر متحدثا عن علاقتهم بالمخلوع وتواصله معهم قبل عدوان 94 ، وتوزيع الرتب والاموال على افرادهم ومن ثم مشاركتهم الفاعلة في الحرب !؟ العمليات الانتحارية قبيل انتخابات " بن شملان" ، التي استهدفت ابار النفط في شبوه ، وظهور المخلوع عقبها متحدثا في التلفزيون بطريقة اشبه بالتهديد ، والتلويح بالمزيد في حالة عدم انتخابه. حالات القتل والاغتيالات التي نفذها التنظيم في حق بعض الشخصيات المناوئه له. والاكثر لفتا للنظر ، تهريب قيادات القاعدة من سجن الامن السياسي عبر نفق يمتد لاكثر من 100 متر ، اذ يبقى التساءل قائما : كيف جرى التمويه واخفاء 100 متر مكعب من المخلفات ، ناهيكم عن عدم سماع الاصوات الناتجة عن اعمال الحفر . غير ان نشاط وجرائم القاعدة ومن ثم داعش منذ خلع علي صالح من السلطة هو الاكثر لفتا للنظر ، والذي يمكن ببساطة ربطه بخطاب المذكور قبل خلعه بأشهر ، حين اشار بوضوح وبشكل مباشر الى تأكيد اقدام القاعدة على اسقاط محافظاتابين ولحج وشبوهوحضرموت ، اتذكر ذلك تماما ، وهو ماحدث بالفعل بعد تولي الرئيس هادي للسلطة ، ودور قائد المنطقة العسكرية حينها " مهدي مقوله" المتمثل في دعم القاعدة بالاسلحة والذخائر ابان سيطرتها على ابين وبعض شبوه وخلال معارك تحريرها . غير ان اختفاء الجماعات الارهابية من محافظات الجنوب خلال اشهر الحرب الستة ، ومن ثم ظهورها عقب عملية التحرير من خلال التفجيرات الاخيرة ، تضع امامنا حقيقة التنسيق بين الدواعش والمخلوع وعيال هاشم ، وبصورة ناصعة لاتتيح مجالا للشك او التبرير . فاذا تعاملنا مع الموضوع من الناحية العقائدية للجماعات المتشددة سنية او شيعية ، فان القاعدة وداعش تنظر ل" عيال هاشم " واتباعهم باعتبارهم روافض تكفرهم وتنادي لقتالهم ، ومن هذا المنطلق – بغض النظر عن خلافنا معه- فقد كان الاجدر بهم خوض معاركهم العقائدية ضدهم، خاصة وقد جاءوا مقاتلين الى مساحات تواجدهم واماكن حضورهم ، اليس هذا ماكان يفترض به ان يحدث !؟ لكن ماحصل هو العكس ، حيث ذهبت القاعدة للسيطرة على حضرموت – ومازالت- في ظل سكوت وتواطؤ المنطقة العسكرية بقيادة الحليلي الموالي لصالح ، ويبرز هذا كعلامة استفهام اضافية ، ناهيك عن اختفاءها ومعها داعش من بقية المحافظات الجنوبية خلال شهور الحرب. وعلى هذا الاساس لايمكن فهم الظهور المفاجىءلداعش واستهدافها لمقري اقامة الحكومة وقيادة قوات التحالف الا في اطار التحالف بين ثلاثي الموت والدمار ، متوقعتا في هذا الاطار مزيدا من الجرائم واحداث الفوضى في الجنوب تحديدا وفي الشمال وخاصة محافظة تعز ، حيث لايحمل السلاح سوى من اجل الدفاع عن المشاريع الوطنية ، ولايحمل من اجل ثأراوقطع الطريق ، او للاستعراض في شوارع الامانة.