لست من الذي يهوون الانتماء للجغرافيا او المذهب او اي انتماءات جهوية او طائفية ولم ولن نكون كل هذه الانتماءات حاضرة في في تصرفي او مسيطرة على سلوكي.. بل ننشد المواطنة والعدالة ودولة القانون والمساواة للجميع ..قاومنا بصلابة خلال عقدين من الزمن فكرة تحويل الدولة لخدمة سلطات نافذة على حساب المؤسسات لخدمة الجميع..كانت فكرة القائد الملهم والضرورة وصانع المنجزات تتوالد وتنتشر كلما سيطرت السلطات النافذة على سلطات الدولة لتنهي مشروع الدولة وما تبقى منها في 21سبتمبر المشئوم 2014م. اعلنا المقاومة مبكرا في وجه الانقلاب الاسود ومن عمران على وجه الخصوص حينما تأمر خدام مشروع التخادم الامريكي الايراني على اسقاط الدولة بيد المليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع صالح..بمساعدة اللصوص الكبار.. قاومنا فتحولت المقاومة الشعبية فعلا وطنيا في كل قرية وحارة ومدينة ومحافظة..ولم ننتظر الشكر او العرفان من احد..نحضر دائما في مصلحة الوطن تماهت مصالحنا في مصلحته..هذا الوطن غالي علينا نحفظه بحدقات اعيننا.. هل كانت المقاومة الشعبية خيارا وطنيا؟بالطبع هي كذلك هي مرحلة تحول جديدة من الربيع العربي وميلاد جديد تتخلص فيه الاوطان من جماعات العنف ولصوص الدول ومافيا المخابرات اللعينة رغم الدخن الذي يشوب المرحلة. في شأن الثورة هناك مواجهة بين مسار التحرر ومنظومة الاستبداد والتبعية وهناك كتلة الثورة التي تهدف لتحقيق التحرر والاستقلال واسقاط النظام وهناك ايضا كتلة الاستبداد والتبعية معززة بجيش عائلي وشبكة مصالح ومنتفعين كثر. في المقاومة الشعبية انكشف القناع عن فصائل الثورة ومواقفها حول(هدف تحقيق التحرر واسقاط النظام) ولم يبتبقى الا الثوار (المقاومون )الحقيقيون في وجه الاستبداد والانقلاب المدجج بقوة السلاح ..هناك المقاومة والشرعية في وجه المليشيات الانقلابية . كتلة الانقلابيين وملشنة الدولة التي يمثلها(مليشيات الحوثي وصالح وقوات الحرس الجمهوري) ومن يؤيدها لا تفعل ذلك لانه يعبر عنها بل لانه يحقق مصالحها..وهي اقلية مكشوفة الغطاء محليا وخارجيا وتواجه المأزقين معا. المقاومة كتلة الثورة وتمثل جمهور المجتمع والنواه الصلبة له والحاضنة الاجتماعية التي تحمي المجتمع وتقاوم لاستعاد الدولة والشرعية. غالبا مايكون السواد الاعظم من الشعب هي الكتلة المقهورة والمظلومة(العوام) والتي لا تمثلها المليشيات الانقلابية ولا تحمي مصالحها(خدمات الكهرباء الغذاء المشتقات النفطية....الخ)مما يعني ان هذه السواد هو غالبا كتلة ثائرة لكنه يخضع للسلبية والتضليل. هي تدريجيا بدءت تتموقف مع ترنح الانقلاب وتهاوي اعمدته وقوته وعن قريب ستكون في كتلة المقاومة ..هكذا تتحول صورة المجتمع حتى يظهر السواد الاعظم ويتأكد ان منه الكتلة الثائرة ومددها الجديد(تحول في مسار المقاومة). تحقق شعبية المقاومة استعادة الدولة والشرعية في تمدد قاعدتها الشعبية اولا من خلال تحول السواد الاعظم (العوام)الى صفها وتتأسس لها قاعدة شعبية واسعة يخرج بعضها للفعل او يخرج اغلبها للتأييد. المقاومة الشعبية تتأسس على ما تمثله المقاومة اولا"فهي خيارا وطنيا في رفض الانقلاب واستعادة الدولة والشرعية وتحقيق الامن والاستقرار وتحرير المناطق" كما انها ليست الدولة حتى تمارس مهام وسلطات الدولة في المناطق والمدن المحررة بل تعين السلطات الشرعية على القيام بواجبها. اذن تتطور شعبية المقاومة الشعبية في اوساط المجتمع وبالتالي تنكشف القاعدة الشعبية التي تعبر عنها وهذا التطور داخل معارك مختلفة سواء تلك الخاصة بمعركة الوعي او معركة تحريك المجتمع او معركة الحسم في مختلف الجبهات والمناطق..لهذا نرى تشكيلات ومجالس المقاومة في مختلف المناطق والمحافظات. يواجه انتصار المقاومة الشعبية بعد تحريرها للمدن والمحافظات ضعف السلطات الشرعية وربما غيابها في اكثر المدن وهو ما يضع المقاومة الشعبية في مأزق!!وبين خيارين اما ان تكرس نفسها لممارسة سلطات الدولة او تعين السلطات الشرعية للمارسة مهمامها كدولة وتحقق الامن والاستقرار وتقديم الخدمات..الفصائل التي تكرس نفسها للممارسة دور السلطات النافذة التي تحول دون تواجد السلطات الشرعية للدولة هي فصائل لا تمت بصلة لمشروع المقاومة كمشروع وطني ولا تختلف ممارستها عن الوضع المليشياوي الذي تمارسه مليشيات الحوثي وصالح في المحافظاتالمحتلة. بعد عملية التحرير يتطلب من المقاومة الشعبية بجميع فصائلها المساهمة الفاعلة في بناء وعودة الدولة والاتفاق على ميثاق شرف يجرم كل فعل يعيق ذلك..قد يساهم عملية دمج المقاومة الشعبية في الجيش والامن الوطني في حل هذه المشكلة المعقدة..وما يجب التنبه له هو الحذر ممن يمارسون دو(المقاومون الجدد)الذين لاعلاقة لهم بالمقاومة وعملية التحرير والذين كانوا في اقبية منازلهم ومخادرهم!!!