جاءت نتائج مشاورات جنيف2 المخيبة لآمال وتطلعات اليمنيين ولتأكيد المؤكد الذي بات يعلمه العالم أجمع في أن المليشيات الحوثية العفاشية لا يمكن أن تقدم سلاماً ولا تفي بتعهدات. فقد تعثرت المشاورات بألغام الموفدين الإيرانيين في كواليس المشاورات الذين يعدون هم الطرف الحقيقي في هذه المشاورات وليس الحوثيين الذين يعتبرون الظل الإيراني فقط وليس لهم من الأمر شيء. مرة أخرى يتأكد للعالم ولليمنيين أن الفيتو الإيراني هو الذي يعرقل ويعثر كل المفاوضات مع اليمنيين. حاولت المليشيات الحوثية المماطلة واللعب على وتر الوقت كما تلاعبت في كل مرة، وكانت تضيع الوقت في "جنيف2" بين حضور وغياب وافتعال مشادات ومشاحنات كي تفشل هذا المؤتمر. نوايا الحوثيين في جنيف2: ذهب الحوثيون إلى جنيف2 متأبطين ملفاتهم أملاً في تحقيق اختراق تفاوضي بغطاء دولي لإيقاف ضربات التحالف الجوية، الأمر الذي يكشف إصرارهم المستميت حول هذه القضية وكأنها لا توجد قضايا أخرى على الطاولة، وبدا ذلك واضحاً من خلال تعنتهم في عدم إطلاق سراح القادة العسكريين والسياسيين المختطفين من قبلهم، وكذلك تعنتهم في عدم رفع المليشيات الحصار عن مدينة تعز. وأبدا وفد الرئيس المخلوع امتعاضه من نتائج مشاورات جنيف2 في أنهم لم يحققوا ما تطلعوا إليه. وأكد عضو وفد الرئيس المخلوع علي صالح إلى جنيف يحيى دويد، أن مشاورات سويسرا التي عقدت في مدينة بيل السويسرية برعاية الأممالمتحدة لم تحقق كل ما كان يتطلع إليه وفد الحوثيين وصالح. حسن النوايا الشرعية: وإبداءً لحسن النوايا من قبل الشرعية جدد الرئيس هادي عبر وزير الخارجية عبدالملك المخلافي هدنة جديدة لمدة سبع أيام أخرى، إلا أن هذه المليشيات تتعنت وترفض كل فرص السلام. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية عبدالملك المخلافي في بيل سويسرا عقب انتهاء المحادثات. وفي الوقت الذي أعلن وزير الخارجية عن هدنة جديدة لسبع أيام بتكليف من الرئيس هادي ارتكبت المليشيات الحوثية مجزرة جديدة بحق المواطنين العزل في ريف تعز في منطقة الأقروض بالمسراخ راح ضحيتها عشرة مواطنين بقصف صاروخي من صواريخ الكاتيوشا لهذه المليشيات. الحوثيون وتكرار المواقف: موقف الحوثيين الحالي من مفاوضات "جنيف 2"، يعد نسخة مشابهة لموقفهم السابق في "جنيف1" ومواقف سابقة في صراعهم الطويل والمديد مع الدولة، ففكرة الحوثيين تستند أساساً على الهروب من الاستحقاقات التفاوضية وتمييع المواقف أملاً في أن يتمكنوا من التخلص من الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم أمام الآخرين، لكن الظروف لم تعد اليوم كما كانت في السابق عندما كانوا يرمون بأية اتفاقيات عرض الحائط، بل صاروا تحت مجهر الأممالمتحدة والدول الراعية للمفاوضات، ومنها دول كبرى عضو في مجلس الأمن الدولي. لا يكاد "جنيف2" يختلف عن "جنيف1" إلا بغياب الحذاء الذي رمي به رئيس وفد الحوثيين يومها عبدالخالق الحوثي من قبل ناشطة إعلامية جنوبية، أما النتائج فواحدة؛ وهي التهرب من الاستحقاقات المطالبة بها مليشيات الانقلاب في إنهاء انقلابها وتسليم أسلحة الدولة التي نهبتها. كان الحوثيون في كل جولات التفاوض السابقة يماطلون في الوقت متكئين إلى جهات محلية وإقليمية ودولية لتتدخل على الخط وتنتشلهم من أشراك التفاوضات وترجيح كفتهم التفاوضية ولتمرير مشاريعهم في المنطقة، غير أن المعادلة تغيرت اليوم جذرياً حيث تعرت هذه المليشيات وفضحت في كل الصعد والمجالات أصبحت من أكبر الجماعات الإرهابية الإقليمية والمحلية، وليس ثمة منقذ لها أو من يلقي لها طوق النجاة خاصة وأن الأحداث على الأرض تتسارع بوتيرة عالية نحو الحسم واستعادة الدولة.
ولد الشيخ ينحاز للحوثيين: خرج المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ في مؤتمره الصحفي فقط ليتلو فشل المشاورات بطريقته الخاصة حتى وإن لم يبدها صراحة، غير أنه بدا متحيزاً إلى جانب الحوثيين من خلال إعلانه في المؤتمر أن المساعدات الإنسانية وصلت إلى تعز، مما يعد تبييضاً لصفحة الحوثيين والقول أنه لم يعد هنالك حصار في الوقت الذي رفض وفد الحوثيين رفضاً قاطعاً رفع الحصار عن مدينة تعز. وأدان المركز القانوني اليمنيبتعز تصريحات ولد الشيخ، حيث جاء في بيان المركز القانوني اليمنيبتعز: "إننا في المركز ندين هذا التضليل للرأي العام والتزييف للحقائق الذي ربما تعرض له المبعوث الأممي، ونطالب الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل من اجل إنقاذ أكثر من 300 ألف نسمة في المناطق المحاصرة داخل مدينة تعز منذ اشهر من قبل مسلحي الحوثي وصالح، فالوضع الإنساني غذائياً وطبياً صار كارثياً داخل المدينة، وبدت كثير من حالات سوء التغذية الحادة وسط الأطفال الرضع والنساء الحوامل وكبار السن، وبدت بعض الأعراض المرضية بالظهور بسبب النقص الحاد في الماء الصالح للشرب، وغياب الرعاية الصحية ونقص الأدوية، واختلال النظام الغذائي".