المتتبع للعلاقات الايرانيةالامريكية يصل الى نتيجة مفادها ان الحرب بين الشيطان الاكبر الولاياتالمتحدةالامريكية والشيطان الاصغر ايران مجرد فقاعات هوائية وأن الذي يوجد على ارض الواقع هو تحالف الشياطين يتبادلون الادوار لإشعال الحرائق والدمار في الوطن العربي بقصد تمزيق اواصره ونهب واستنزاف خيراته ووضع حد لأي نهوض عربي. لقد اتبع ذلك التحالف سياستين الاولى فوق الطاولة وتتمثل في الحرب الاعلامية الكلامية بين ايرانوامريكا من جهة وايران واسرائيل من جهة اخرى, والمتمثلة في اطلاق التهديدات من قبل امريكا واسرائيل بضرب القدرات العسكرية الايرانية. بغية خلق تعاطف عربي مع ايران ضد التهديدات الامريكية الاسرائيلية باعتبارها القوة الرادعة لأمريكا واسرائيل في المنطقة وتحرير فلسطين من قبضة اليهود. اما السياسة الثانية تحت الطاولة وتتمثل في تصدير ايران المذهب الشيعي الى اقطار الوطن العربي لتفتيتها وتمزيقها باسم تصدير الثورة الاسلامية وتحرير فلسطين, وعلى ان ترفع ايران شعار الصرخة باعتبار ذلك الشعار يجذب مشاعر العرب بسبب الاحتلال الإسرائيلي لقلب العروبة فلسطين والمساندة الامريكية لها, وعلى ان تتكفل امريكا بتهيئة البيئة لنفاذ تلك السياسة في الوطن العربي من خلال الوقوف ضد اي مشروع عربي مناهض للمشروع الغربي والايراني. هذه السياسة بدت ملامحها منذ صعود صدام حسين للسلطة, وبعد فشل الشرطي الامريكي في المنطقة(ايران) في عهد الشاه بتنفيذ اي دور ضد العراق بعد توقيع معاهدة الجزائر عام 1975 بين ايرانوالعراق. فتم تهيئة الثورة الاسلامية في ايران وحمل الخميني من فرنسا ليتوج في حينه قائدا للثورة الاسلامية في ايران, لان الخميني سيحارب العراق بعقيدة الثورة الاسلامية وثانيا المراهنة على شيعة العراق. والا فكيف يحدث هذا السقوط المريع للشاه الذي كان يمتلك خامس جيش في العالم ومن اقوى المخابرات (السافاك) في العالم والتي كانت مدعومة من قبل امريكا. فبعد تربع الخميني السلطة في ايران بدأ مباشرة -وتحت شعار تصدير الثورة الاسلامية- الحرب على صدام حسين وجيشه العربي باعتباره يهدد امن اسرائيل ومصالح امريكا في المنطقة. وتحت اطماع ايران في اقامة الامبراطورية الايرانية وفقا لولاية الفقيه, شنت حربا على العراق نيابة عن الصهيونية العالمية. واستمرت رحى هذه الحرب ثمان سنوات والخميني يرفض قرار الاممالمتحدة بتوقيف الحرب بغية استنزاف العراق وتركيعه, في ظل حرب اعلامية بين ايران من جهة وامريكا واسرائيل من جهة اخرى, وتحت الطاولة يتم تزويد ايران بالأسلحة والمعدات العسكرية وما فضيحة ايران جيت(تزويد ايران بمعدات عسكرية من قبل اسرائيل) الا احد الفضائح لتلك السياسة. ولكن كانت المفاجأة التي حسمت الحرب هو صناعة العراق صواريخ العباس والحسين التي دكت مدن ايرانية جعلت من الخميني يتقبل السلام وهو يتجرع السم. وبعد ان وضعت الحرب اوزارها وعدم تحقيق انتصار ايراني, بل خروج العراق من الحرب بقوة عسكرية تهدد فعلا امن اسرائيل, كان لا بد لأمريكا ان تجد ذريعة لإسقاط صدام, فكان الفخ الكويتي الذي انتهى باحتلال العراق من قبل امريكا ومن لف لفها عام 2003 وتسليمها لإيران. ولقد تابع المرء سلوك منظمات وفرق الاممالمتحدة كيف كانت مجرد جنود مجندة للولايات المتحدةالامريكية تمارس الكذب والتجسس, تحت غطاء وجود اسلحة كيمياوية, بغية التخلص من صدام. وبعد سقوط العراق حدث فراغ عربي جاءت ايران لتملئه في ظل سياسة خليجية عربية تابعة للسياسة الامريكية وتخدم السياسة الايرانية في المنطقة. وبعد الاتفاق الايراني الامريكي بشأن المفاعل النووي بدت تلك السياسة تتضح معالمها. وعبرت عنها صحيفة هأرتس الاسرائيلية في 26/8/2012 ان "إسرائيل هي ترياق النظام الإيراني". وبعد ان اسقطت صنعاء بيد ايران في 21 سبتمبر 2014م, وجدت السعودية في ظل ادارة الملك سلمان لا بد من وضع حد لسياسة التوسع والعربدة الايرانية في المنطقة والتي اصبحت تهدد امنها وامن الوطن العربي من خلال اعادت الشرعية للحكم في اليمن. وتكللت تلك السياسة بقرار مجلس الامن 2216 وتشكيل التحالف العربي لتنفيذ القرار الاممي واعادت الشرعية. وهنا تجلى الاختلاف بين السياسة السعودية والسياسة الامريكية التي لا تريد تطبيق القرار او حسم المعركة في قطع احد اذرعها واذرع ايران في اليمن. ولوحظ ذلك من خلال تقارير منظمات الاممالمتحدة جمال بن عمر او جورج الزلف (منسق الاغاثة) المنحازة لجماعة الحوثي, وهذا السلوك لتلك المنظمات عادة ما تتبع السياسة الامريكية, وتتسق مع الصرخة. ان تحالف الشياطين في اليمن الذي يتبع سياسة الحرباء لم يكن بعيدا عن سياسة تسليم العراق لإيران لاستباحتها, وتنسيق الادوار لاستدامت الصراع في سوريا واستنزاف خيراتها, وان كانت هناك تماهي في السياسة الامريكية تبدوا انها تقف مع السعودية. لكن ربما لغرض تنشيط صناعة الاسلحة الامريكية.