من خلال قراءة للتركيبة السياسية والعسكرية والواقع الاجتماعي والثقافي, وتمترس وتخندق اصحاب المصالح ومراكز النفوذ, وتداخل المصالح الاقليمية والدولية, وصيرورة قوى التغيير. وبعد موافقة قوى الانقلاب على مباحثات الكويت برعاية الاممالمتحدة.. فمن المحتمل ان تمر اليمن بإحدى السيناريوهات الاربعة اثناء المفاوضات وفترة التحول الانتقالي, وهي: الاول: في ظل الضغط الامريكي على المملكة والحكومة اليمنية بفرض الحوثي مكون سياسي يحتفظ بمليشياته وجزء من قوته العسكرية, والدعم لمكون الحراك الانفصالي, وفرز قوى اخرى.في ضوء ذلك سيتم الدخول بعملية ديمقراطية على اساس المحاصصة للمكونات السياسية وليس وفق اسس العملية الديمقراطية المرتكزة على حرية اختيارات الفرد وانتخابات حرة ونزيهة, فضلا عن عدم تحقيق العدالة الانتقالية والمحاسبة والمساءلة للجرائم السابقة وانصاف ضحايا الحرب, وتحت عناوين براقة السلام وحقن الدماء وبناء مرحلة جديدة و...الخ. ان الدخول في عملية ديمقراطية في ظل مكونات سياسية تحتفظ بمليشياتها وعدم وجود جيش وطني يحمي الدستور ويصون الحقوق والحريات, سيترتب عليها ديمقراطية المحاصصة وتقاسم الثروات والبلاد والعباد بين تلك المكونات وشيوع الفساد والهدم وتأزيم المأزوم وتفتيت وتمزيق ما تبقى من الدولة الوطنية, وعلى غرار ديمقراطية (بريمر) في العراق. الثاني: في حالة اصرار ايران على الاحتفاظ بنفوذها في اليمن, واصرار القوى الانقلابية على تحقيق مكاسب سياسية, وعدم الالتزام في تنفيذ بنود القرار الدولي رقم 2216. سيقود ذلك الى فشل مفاوضات الكويت, والعودة إلى صوت المدافع والدبابات وأزيز الطيران. وسيتم الحسم من خلال القوة العسكرية. الثالث:الانتقال الى الاستقرار السياسي, وهذا السيناريو يبنى وفق فرضيات تتمثل في وجود دعم خليجي موحد للشرعية ووفق رؤية استراتيجية لبناء الدولة, وفي ظل بناء جيش وطني لقوى التغيير والتحديث, وعدم التنازل والخضوع للضغوط الامريكية من قبل محاور حكومة الشرعية, وفي ظل هذا السيناريو تتحقق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب وعزلهم عن ممارسة العمل السياسي, وانصاف الضحايا, ودستور يفصل بين السلطات, واجراء انتخابات شفافة حرة ونزيهة, يحترم فيها حرية اختيار الفرد, وتفضي الى مجلس نواب يمثل ارادة الشعب, ويترتب عليه الانتقال الى دولة الاستقرار السياسي, دولة المؤسسات التي في ظلها تتحقق المساءلة والمحاسبة ورعاية الحقوق والحريات. الرابع: في ظل احتراف مفاوضي الانقلاب في القدرة على المناورة والمراوحة والمماطلة وتبادل الادوار بين قوى الانقلاب, لعملية اطالة فترة المفاوضات وتنفيذ الاتفاقات, وبالمقابل يتم تفخيخ المشاكل ودعم القاعدة والحراك الانفصالي, وتغذية الصراع بين قوى المقاومة وتفريخ مكونات اخرى, والإجهاز على الاتفاقات. والهيمنة والسيطرة على البعض من مناطق الجمهورية وترك اخرى للحراك الانفصالي والقاعدة. ومن ثم التقسيم والاجهاز على ما تبقى من الدولة الوطنية. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet