ربما نسى خطيب جمعة اليوم أن الصموط تختلف كثيرًا عن الصمود أي بمعنى الثبات أثناء المواجهة وربما ذلك نتاج عن معرفته البسيطة باللغة أو خلل نطقي يسكن حُنجرته التي جعلتنا نرى المفردات تتثائب وهو يحاول النطق بها ولا أعلم أي قاموس أستعان به... الغريب في خطبة اليوم تحول سيدي الخطيب إلى محلل سياسي يقوم بطرح تحليلاته التي لا تكاد تخلو من الهزلية المضحكة وذلك في حديثه السياسي على أن الشرعية مستمدة من الشعب وأن لا شرعية لهادي مؤكدًا بذلك بدليل قرآني ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ولا أكاد أرى أي تقارب ضمني أو دلالي بين ما تحدث عليه وبين مضمون الأية القرآنية.... لم تنتهي هزلية خطيب جمعة اليوم عند هذه النقطة فحسب ولكن التضاد في ما يريد إيصاله للمتلقي جعلته تبدو بصورة منبطحة، وذلك في قوله أن المؤمنون لم يعودو يؤمنون بالرسالة وبالرسول ولا أعلم كيف وصل هؤلاء إلى مرحلة الأيمان إن كان يراهم بهذه العقلية وبهذا الفكر المفكك من جذوره... يحتاج الحوثيون إلى محدثين أكثر براعة متزنة بين الحقيقة والواقع، والأبتعاد قليلًا عن النظرة المتطرفة في أنتقاد الأطراف مهما كانت توجهاتهم بذكاء وحنكة ودراسة الواقع الديموغرافي المتصل بالفرد كي يكون التأثير أكثر مما عليه الأن .. التكسير في الألفاظ والتلاعب بالمفردات هي العقبة الأصعب فكلما كان الخطيب أكثر أتزانًا في نطقه لها كلما قل تقبل المتلقي للمضمون الأساسي والجوهري التي تحتوية الخطبة أو أن صح التعبير التحليل السياسي الذي يقوم به الخطيب أثناء صعوده المنبر، هذا إذ لم يوضع في مكان مضحك من ستغراب الأخرين من تناقضاته المستمرة أثناء الخطبة... قد يكون الغالبية ممن خرجو من خطبة اليوم مستائين من دور الخطيب إذ لم يكونوا شهب ملتهبة تحترق من الداخل دون أن تؤذي سوى نفسها وربما وصل هؤلاء إلى مرحلة يستخفون بأنفسهم بصمتهم الناجم عن الخوف وبتركيعهم لقبول الواقع المر .. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet