- متى ستصرف حكومتكم المشكلة المرتبات المتأخرة منذ أربعة أشهر لموظفيها في صنعاءوالمحافظات التابعة لها؟ * الناس في حرب ودفاع عن الوطن وأنتم لا حديث لكم إلا المرتبات! - الحرب التي تتحدث عنها لم نكن نحن الموظفين من أشعلها، ولم يكن لنا يد فيها لا من قريب ولا من بعيد. * عليكم أن تتحملوا من أجل الوطن وتصبروا، فقد أكل الرسول والمسلمين أثناء حصارهم في شعب أبي طالب الجلود. - كانوا كلهم محاصرين، ولم يكن بعضهم يأكل وبعضهم يجوع! * ماذا تقصد؟ - قصدي واضح.. فأنتم تطلبون من غيركم الصبر والتضحية، بينما نراكم تنفقون نفقة من لا يخشى الفقر، بل وتتسابقون على شراء الأراضي وبناء العقارات، بينما الناس صار لا يجد معظمهم حتى قوت يومهم. * طيب من أين سنصرف لكم مرتبات والبنك المركزي في صنعاء فاضي؟ - ولماذا هو فاضي؟ * لأن المؤسسات الحكومية لا تورد إيراداتها إليه، وتقوم بتوريدها إلى البنوك التجارية أو تحتفظ بها في خزائنها الخاصة. - وكيف تسمحون لهم بذلك رغم أنه مخالف للقانون؟ ثم من أين تنتظرون أن تأتي السيولة إلى البنك المركزي إذا كانت إيرادات مؤسسات الدولة لا تدخل إليه. * المشكلة أن البنك المركزي في صنعاء أصدر قرارا يمنع المؤسسات من السحب من إيراداتها التي لديه. - ولماذا فعل ذلك؟ وكيف تسمحون أنتم كحكومة بذلك؟ وهل البنك المركزي في صنعاء يتبعكم أم أن قراراته لا علاقة لكم بها؟ * قلنا لك قيادات الوزارات والهيئات والمؤسسات هي من اتخذت قرارات بعدم توريد عائداتها إلى البنك وليس الحكومة. - وهذه الوزارات والهيئات والمؤسسات ألا تتبع حكومتكم وتلتزم بقراراراتها؟ * قالوا بأنهم يفعلون ذلك ليتمكنوا من صرف ميزانياتهم التشغيلية التي امتنع البنك المركزي عن صرفها. - إذا الحل أن تلزموهم بالتوربد إلى البنك المركزي، وتلزموا البنك بصرف ميزانياتهم التشغيلية، وما تبقى ستتمكنون بواسطته من صرف مرتبات الموظفين، خصوصا إن قمتم بتوريد كل أموال المؤسسات التي صارت مكدسة في الخزائن الخاصة والبنوك التجارية إلى البنك المركزي حسب القانون. * حتى لو فعلنا ذلك فلن يكون بمقدور البنك صرف المرتبات. - تعلم أن ذلك غير صحيح. * من قال لك ذلك؟ - قاله كل من يفهمون في الشؤون المالية، وفي مقدمتهم وزير التجارة والصناعة في حكومتكم. * ماذا قال وزير التجارة والصناعة؟ - قال تحت قبة البرلمان وقبل أن يعين وزيرا بأن الحكومة في صنعاء قادرة أن تصرف مرتبات موظفيها فقط من إيرادات مؤسسة النفط التي تبلغ شهريا (30) مليار، ومؤسسة المواصلات التي تبلغ (25) مليار، بينما تقل مرتبات الموظفين في المحافظات التابعة للحكومة في صنعاء عن ذلك المبلغ. * وهل تقوم الحكومة بصرف المرتبات وتوقف كل الصرفيات الأخرى؟ - حدثتك فقط عن إيرادات مؤسستين من مؤسسات الدولة، ولم أحدثك عن بقية الإيرادات مثل الضرائب والجمارك وغيرها. *وماذا سيصير لو ضحى الموظفين بمرتباتهم من أجل الوطن؟ - كيف تطلبون من موظفين يعتبر الراتب مصدر دخلهم الوحيد أن يعيشوا بدون مرتباتهم تلك؟ خصوصا وقد صار لهم أربعة اشهر دون مرتبات، وصار أكثرهم يموت جوعا وذلا وقهرا. * ليس كل الموظفين يعيشون على المرتب. - وماذا فعلتم للذين ليس لهم دخل غير المرتب؟ * يخرجوا المخبى ويبيعوا الذهب والعقارات. - ومن أين لهم مخبى وذهب وعقارات وهم بالكاد كانوا يستطيعون العيش بمرتباتهم حتى آخر الشهر؟! * يتسلفوا. - لقد تسلفوا وتدينوا، والآن أقفلت كل الأبواب في وجوههم، بعد أن عجزوا عن تسديد ديونهم ومستحقاتهم المتراكمة، وصار بعضهم لا يجد ثمن العيش الحاف له ولأفراد أسرته، فما بالك ببقية ضروريات الحياة. * أعود وأقول لك ليصبروا من أجل الوطن. - لماذا تصرون على أن تجعلوا من الوطن وسيلة لابتزاز الناس وقهرهم؟ وتضعونهم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يقبلوا بالموت جوعا وذلا وقهرا، أو فهم في نظركم مجرد عملاء وخونة!! * ليست مسؤليتنا أن نصرف المرتبات. - كيف ليست مسؤوليتكم وأنتم من تحكموننا، وبالتالي أنتم من تتحملون مسؤوليتنا. * الظاهر إنك خائن لوطنك وعميل.. ألا تدرك بأنك تخدم العدوان بمطالبتك بمرتبك؟ - من يخدم العدوان هو من قطع مرتبات الموظفين وسمح للمؤسسات أن تكدس إيراداتها في خزائنها الخاصة لتذهب فيد (للصوص) كما حدث في جامعة إب. * سكهنا من هذه الفلسفة التي لن تجدي نفعا معنا، وإذا في معك كلام غير هذا قوله. - لقد مل الناس كل تبريراتكم ولم يعودا يصدقونها، وأنتم صرتم تدركون ذلك قبل غيركم. * خلاصة القول؟ - خلاصة القول أنتم بتوقيفكم مرتبات الموظفين تقودون الناس إلى مجاعة سيكون ضحاياها بالملايين. * إيش من ملايين وكل الموظفين في اليمن هم مليون ونص؟ - المليون والنص هؤلاء كل واحد منهم يعول بالمتوسط سبعة أفراد من أبناء الشعب اليمني وأترك لك الحسبة، ثم إن المرتبات هي من تصنع دورة الحياة الاقتصادية لبقية المواطنين من غير الموظفين. * كلمة وعشر سوا..!! - هي كلمة واحدة صار الناس يرددونها كبيرهم وصغيرهم: حكومة لا تستطيع صرف مرتبات موظفيها لتعترف بعجزها وترحل فليس للناس بها حاجة.الإعمار والتعافي. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet