يجف الحبر وتختلط المشاعر امام فجائية الفقد فليس هناك اقسى من رثاء الاصدقاء والاحبة , الكلمات لا تستطيع ان تفي المشاعر حقها ولا تتحمل ما هو عاطفي وانساني امام جلال الصمت والحزن . في الرثاء لا نكتب عن شخص من فقدنا بل نحاول ان نخففمن وطاة خسارتنا , في خضم هذه الحرب الدموية والموت والدمار المنتشر في كل ارجاء وطننا الجريح رأيت الكثير من الاصدقاء وهم يعانون مشاكل في القلب او يجرون تداخلات علاجية او جراحات وكان يروق لي ان اقول هؤلاء هم الارق قلوبا والالين افئدة من لا تتحمل قلوبهم كل هذا الاسى . اذا ذكر عرفات مدابش فأول ما يتبادر الى ذهني هو القلب الطيب فرغم الاجلال والتقدير الذي اكنه له واعتبره استاذي في عالم الكلمة والرأي والموقف الا ان الجانب الانساني والحميمي فيه كان طاغيا . في ساعات الفجر الاولى في مصر يأتيني اتصال من رقم غريب وبحكم مهنتي كطبيب احرص على الرد على المكالمات التي تأتي في اوقات متطرفة كونها ترتبط بطارئ ما , واسال من معي ليرد صوت من الطرف الاخر شخص يحبك وعندما عرفت انه الاستاذ عرفات وفي حديث ذو شجون عن البلاد وما فيها يسالني عن احوالي ولماذا توقفت عن الكتابة وان الكلمة لازالت اقوى من الرصاص حتى في زمن الحرب ويقول لي بلمسة ابوية التغيير بيتك تسطيع ان تقول فيه ما تشاء ووقت ما تشاء . لم اكن اتوقع ان تكون العودة للكتابة في رثائك يا صديقي النبيل ولكنها رسالة بسيطة اننا احببناك ولمسنا حب الناس لك وانه هو ثروتك الحقيقية كما اخبرتني وقتها وانك تركت مدرسة حقيقة جمعت فيها بين المهنية العالية وروح اليمني التهامي الطيب الذي استطاع ان يجمع كل هذا القدر من الاحترام والتقدير والمحبة حتى من قبل اولئك الذين اختلف معهم في الراي والموقف . ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet