على غير موعد ودون إشعار مسبق كما هي عادة الموت الذي لا يحتاج إلى إذن أو قرع باب، باغت القدر مُبدعنا وكاتبنا المخضرم القدير الأستاذ/ عرفات مدابش، في وقت وفي زمن كنّا في أمس الحاجة لبقائه ليكمل ما كان قد بدأه من مشوار في إطار مشروعه التوعوي والتنويري المتمثل بنافذته الإعلامية الرائدة "التغيير نت". قلة في هذا الزمن الرديء، زمن الانحطاط والارتداد نحو أزمان غابرة ومحبطة... قلة هم من حافظوا على توازنهم وعلى نقاوة تفكيرهم وعلى ثبات مواقفهم، من هؤلاء القلة فارس الكلمة والموقف الذي ترجل فجأة عن فرسه ليغادرنا إلى عالم الملكوت الأعلى. باستثناء بعض المكالمات والمراسلات لم ألتقي فقيدنا قط في حياتي، لكنه ظل الحاضر دوماً في ذاكرتي وفي وجداني على امتداد عشر سنوات عملنا سويا خلالها على إضاءة كثير من الدروب المعتمة لتمكين مختلف المستويات الذهنية من الاهتداء والعبور إلى عالم الحقيقة... لقد جمعني بالفقيد عملاً مشتركاً وهدفاً وطنيا ساميا أأمل أن أواصله مع من سيحمل شعلة الفقيد التي أضاءت كثيراً من الدروب والمسالك المظلمة في واقعنا اليمني. ما أحوجنا في هذا الزمن المعتم والمحبط إلى أمثال هذه القامة الإعلامية السامقة وإلى أمثال هذه الهامة الوطنية الشامخة التي لم تتعثر يوماً أو تتوانى عن أداء رسالتها الوطنية، تحت أية ظروفِ أو مغريات أو ضغوطات سياسية. لقد ظل فقيدنا على امتداد سنوات عمره شامخاً كالطود... لقد ظل هكذا خلال إطلالته الأخيرة من قناة "يمن شباب" ليلة الأحد 12/11/2017م، ربما في آخر حديث تلفزيوني له الذي ظهر فيه وهو في أوج نشاطه وصحته وأناقته وقوة طرحه، هذه الإطلالة التي جعلت من نبأ وفاته أمراً قابلاً للتشكيك إلى أن تأكد هذا الخبر المفجع الذي مثّل لي ولكثير من محبيه فاجعة وصدمة، لكنه قضا الله وقدره الذي لا راد له، والذي لا نملك عنده غير القول لفقيدنا... وداعاً أيها الفارس النبيل، إنا لله وإنا إليه راجعون. .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet