خلاصة الأمر : الحوثي لم يدخل صنعاء و يستولي على مفاصل الدولة ، و يصادر عتادها العسكري ، و يحاصر الحكومة و رئيس البلاد ، و اخيراً يقتل صالح و رفاقه في يوم و ضحاها ، لم يفعل ذلك بغمضة عين ،بل تمدد و بناء دولته على أنقاض خلافاتنا و مماحكاتنا السياسية ، ابتدائاً بدماج ، وصولاً الى عمران و العصيمات ، فصنعاء و البلاد بكل مؤسساتها ، استغل الشرخ الكبير و الخلافات الحقدوية بين أبناء هذا الوطن ، و في الوقت الذي كان يحكم قبضته على كل مرفق البلاد كنا نحن مهووسون بالمماحكات و التشفي ببعضنا البعض و مع كل جولة نصر يحققها على حساب وطننا و بلادنا ، فعلى ماذا نتباكى اليوم ؟ حقيقة ً لم يكن صالح اخر معقل للجمهورية بل كان اخر خصم يهدد وجود الحوثي -اذا لم يكون الأول-، و معركة صالح و الحوثي كانت المعركة المؤجلة و التي تنبأ بها الكثير منذ البداية وهذا شي بديهي ، قُتل صالح بعد ان أعلن عدائه لهذه الجماعة بيومين فقط ، بعد ان خذلته جماهيره و زمرته ، ورغم الدروس التي لقننا الحوثي و جماعته منذ بداية تمددها ، الا اننا لم نتعلم شي ، استمرينا بالتشفي و المماحكات رغم انها كانت فرصة قد لا تعوض لتوحيد الصف . اخيراً : لا تبكوا على صالح فاذا كان صالح قد قُتِل و رحل فقد رحل قبله الكثير من هم بالفعل خيرات رجاله - اذا لم يكن صالح نفسه سبباً في رحيلهم - ، و الدور سيصل الجميع ، بالاخير حلال على الشاطر ، و يتضح جلياً للجميع انه لا يوجد مجال لحل سياسي مع هكذا جماعة ، و قبل ان تعولوا على التحالف ، و الشرعية ، وحدوا صفكم ، و انبذوا فرقتكم ، و تعلموا من تجاربكم ، العناد و البغضاء جميعنا قد تجرع ويلاتها و في الاخير المعركة ليست معركة التحالف معركتنا نحن بالأساس ، و وحدنا من سيجني ثمار حماقاتنا ، و سنواجه قدرنا التعيس بمفردنا ، لم يعد ينقصنا مزيد من المكايدات ، الدائرة كل يوم تزداد ضيقاً ، و التاريخ لن يرحم احد وهذا بلاغ للناس .. - كولالمبور ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet