ما أخشاه أن نكون مقدمون على سيناريوهات تفوق في أخطارها وفي قذارتها ما مررنا به خلال الثلاث السنوات المنصرمة، استشعار هذا الخطر والذي أتمنى أن لا يترجم على أرض الواقع كان وليد اللحظة التي تابعت فيها حواراً من قناة روسيا اليوم ليلة الجمعة 30 مارس الفائت كانا طرفاه محلل سياسي ايراني بينما الأخر الكاتب والمحلل السياسي/ سليمان العقيلي. لقد سُئل العقيلي عما إذا كان بإمكان السعودية الرد مباشرةً على إيران كلما تعرضت لصواريخ أنصار الله... كان الرد غريباً ومفجعاً حين جاء بالإيجاب ولكن من خلال نصب صواريخ سعودية طويلة المدى على الأراضي اليمنية يتم إطلاقها نحو أهداف إيرانية في إيران كلما تطلب الرد على الصواريخ المنطلقة نحو السعودية من الأراضي اليمنية. سيناريو مخيف للغاية فيما إذا طُبق على أرض الواقع إذ أخطر ما فيه وقوعنا كيمنيين بين فكي كماشة...بين طيران التحالف وما يلقيه من حمم يومية فوق مدننا وقرانا وبين صواريخ إيران التي سيكون إطلاقها في إطار الرد المشروع على مصدر الصواريخ السعودية المنطلقة من الأراضي اليمنية. هذا التطور إذا ما تم والذي سندفع إزائه أثماناً تفوق ما دفعناه خلال ثلاث سنوات من الحرب المنسية يذكرني بحادثة قتل كان ضحيتها أحد المعلمين المصريين في إحدى قرى الشمال على يد قاتل من قرية أخرى الغريب في الرد أن أهالي القرية التي خسرت هذا المعلم ذهبت إلى قرية القاتل وقامت بقتل معلم مصري يدرس في القرية مبررة هذا الفعل بالقول(واحد بواحد والبادئ أظلم). إذا ما تطورت الحرب إلى مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران إنما على الأرض اليمنية فإننا سنجد أنفسنا أمام مشهد الضحيتين المصريتين اللتان ذهبتا ضحية غباء وطيش أهالي القريتين... أي سنذهب ضحية غباء وطيش هاتين الدولتين اللتان حرصتا على سلامة أراضيها ومواطنيها في مقابل التضحية بشعب أخر وعلى مسمع ومرأى من كل العالم بما فيه مجلس الأمن الذي لم يعد قادراً على حل أي إشكال تتعرض له شعوب العالم وبالأخص منها الشعوب الفقيرة الباحثة عن رغيف العيش والمعرضة للموت إما عن طريق الجوع أو بأسلحة الدول العظمى ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن، هذا المجلس الذي بات اليوم لا يكيل بمكيالين وإنما بأكثر من مكيال. ما يبدو لكل المتابعين لتطورات التوتر في العلاقة بين طهران والرياض، أن هنالك رغبة من الطرفين في المواجهة لكنها المواجهة على استحياء من خلال أراضي طرف ثالث بدلاً من مباشرة الفعل بين الطرفين من خلال أراضيهما الأمر الذي يعكس التراجع في الأخلاقيات، ففي قديم الزمان كان المتحاربون يتحلون بأخلاق الفرسان النبلاء فلماذا وصلنا في عالمنا هذا وفي هذا الزمن المتقدم من تاريخ البشرية إلى هذا الانحلال من خلال ممارسة مثل هذا السلوك اللاأخلاقي على الإطلاق إن هو ترجم إلى فعل على أرض الواقع. [email protected] .. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet