معنى "ريهام " في القاموس اللغوي :"الرهام جمع الرهمة وهو المطر الخفيف" قال الشاعر لبيد بن ابي ربيعة العامري في معلقته "عفت الديار": رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا ... وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا "فَرِهَامُها " ويقال ارهمت السحابة اَي أتت بالغيث او المطر. هذا التعريف يقودنا لتلك الارض التي ارهمت جبالها لا غيثا خفيفا او سقاء ناعما بل رصاص احرق ما اخضر منها وجعل لليباس بأس أشد من بأس السماء مطرا او رعدا او برقاكان. لكن نساء تلك الارض "اليمن "التي نكبت لعقود بجهالة حمقاء ومشيخات رعناء وسياسات فاسدة الادارة. أؤلئك النساء اللائي عشن في تلك الربوع نجح البعض منهن في تعدي تلك الظروف بتعقيداتها الثقافية وكتمت انفاس البعض في ظل التسلط الذكوري والعقدة الدهرية للرجل العربي بان النساء ماهن الا أدوات لغريزة الفراش لا شريكة في كل شيئ من أفكار العقل وحتى الفراش الذي ينتج عنه النسل المتواصل. للأسف مازالت الثقافة العربية الذكورية تجعل من "أمومة "المرأة ضعفا في قدراتها وتكوينها مع ان العكس هو الصحيح .فقوة المرأة وصلابتها تأتي من هذا الجانب. نساء اليمن أمهاتها وفتياتها سقين الارض رهاما حين سقاها الذكور "دماء"سطعت اسماء وظهرت صور الأمهات يحملن سلال الغذاء وجرار الماء في قيعان الأودية المحاصرة ببارود التناحر واغماد الخناجر لؤلئك الرجال الذين ذهبت من نفوسهم صلة الأرحام ونفرت عروقهم بداء الغضب والاطماع والعنتريات المدمرة لا امرأة او أم او ولد جعلهم ينسون رغباتهم الحمقاء ويجلسون في حلقات الصفاء والود حفظا لسلامة اسرهم. نساء اليمن وفتياتها قدمن الأرواح وهن يحضن أطفالهن او يقدمن العون او يبتكرن الطرق العديدة لإعداد الطعام حافظت المدرسات على أدوارهن وعملن ومازلن بدون رواتب وكذا كن الطبيبات يرحلن في الفيافي لتقديم العون للنساء والأطفال دون اَي مقابل وحمل الكثير منهن سلال الغوث للاسر المشردة والمعدمة او النازحة من مناطق الحروب.نساء اليمن استشهدن في ساحات البحث عن السلام في حين أشعل الرجال الارض رصاصا. نساء اليمن ربطن الأحزمة على بطونهن ليعيش أطفالهن .نساء اليمن غرسن الزرع الذي أحرقه الذكور بنزقهم وتسلطهم وعنجهياتهم. فسلام لكن ياقطرات الرهام في هذه الارض وليكن عيشكن بها هو عيش الالهه التي تصنع الحياة لا الموت. ... . لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet